شهدت فعاليات "أيام سينمائية" التي ينظمها "فيلم لاب: فلسطين"، عرض الفيلم المصري "هرج ومرج" في قصر رام الله الثقافي بحضور مخرجته الشابة نادين خان، والذي يعد التجربة الروائية الطويلة الأولى لابنة المخرج محمد خان، و القصة من تأليفها، مع سيناريو وحوار محمد ناصر، ويقوم ببطولة الفيلم أيتن عامر، محمد فراج، رمزي لينر، هاني المتناوي، أسامة عطية، والفنان الكبير صبري عبدالمنعم والفنان سيد رجب.
ويتناول الفيلم الواقع المصري الأليم والحياة الاجتماعية، من خلال شابين يتصارعان على حب فتاة والفوز بقلبها، بينما تتلاعب هي بهما فلا تغلق الباب في وجه أي منهما.
وعبرت المخرجة نادين خان عن سعادتها بزيارة فلسطين وعرض فيلمها أمام الجمهور الفلسطيني، لافتة الى أن الفيلم واجه الكثير من الصعوبات قبل أن يرى النور سواء على صعيد منع الرقابة المصرية او قضايا التمويل في ظل التقلبات السياسية التي شهدتها مصر.
وكان الفيلم قد فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان دبي السينمائي الدولي 2013 الذي استضاف العرض العالمي الأول للفيلم، والجائزة الأولى مشتركة في مهرجان وهران الدولي 2013.
"باستاردو" التونسي يعرض في رام الله
كما عرض "أيام سينمائية" الفيلم التونسي "باستاردو" للمخرج نجيب بلقاضي في مسرح وسينماتك القصبة. ويروى الفيلم قصة الشاب محسن (الممثل عبد المنعم شويات) المشهور باسم "باستاردو أواللقيط" والذي يعاني الفقر والتهميش واحتقار سكان حيه له. وفجأة تتغير حياته بعد أن يقوم بتركيب محطة ارسال للهواتف الجوالة فوق سطح بيته وبالتالي تتحسن وضعيته المادية كما تتغير ظروف الحي بأكمله الا أن صديق طفولته الملقب بأرنوبة والذي جسد دوره الممثل الشاذلي العرفاوي لم يستسغ هذه الوضعية الجديدة لباستاردو..
وحاز الفيلم على الجائزة الكبرى ضمن الدورة 30 لمهرجان الاسكندرية السينمائي 2014 كما حازت الممثلة التونسية لبنى نعمان جائزة أفضل ممثلة عن الفيلم ذاته. كما حاز على جائزتي أفضل فيلم وأفضل فيلم افريقي ضمن مهرجان فيلم افريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية الذى أقيم في ميلانو بايطاليا 2014، فضلاً عن تتويجه بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم المتوسطي بتطوان بالمغرب كما شارك في المسابقة الرسمية لعديد المهرجانات بكل من أبو ظبي وأنجلترا واسبانيا والجزائر ومصر والولايات المتحدة وكندا.
"الصاروخ" الاسترالي يبهر الجمهور
وأبهر الفيلم الاسترالي الروائي "الصاروخ" للمخرج كيم موردانت، جمهور أيام سينمائية. وجرى تصوير الفيلم في لاوس، حيث يحكي الفيلم قصة تقع في هذا البلد الآسيوي الفقير والذي يعيش الكثير من سكانه تحت خط الفقر. ويعكس المخرج هذه المعاناة من خلال قصة طفل وعائلته. ويحفل الفيلم باللقطات الجميلة جداً والآخاذة حيث الطبيعة ساحرة رغم البؤس المحيط.
وسبق عرض الفيلم، رسالة مصورة من مخرج الفيلم أعرب فيها عن سعادته بعرض الفيلم في فلسطين، لافتاً الى أن قصة الفيلم تتقاطع كثيراً مع معاناة الشعب الفلسطيني، ومتمنياً ل"فيلم لاب:فلسطين" التوفيق والنجاح في تطوير السينما الفلسطينية.
وحاز الفيلم على العديد من الجوائز، فقد حاز في مهرجان برلين على جائزة أفضل فيلم روائي أول وجائزة منظمة العفو الدولية كأفضل فيلم ضمن جائزة تقدم في المهرجان نفسه، وجائزة أفضل نص من معهد الأفلام الأسترالي وجائزة الجمهور وأفضل ممثل وأفضل نص من مهرجان تريبيكا.
عروض أفلام قصيرة
وشهدت الفعاليات عرض مجموعة من الأفلام القصيرة في مسرح وسينماتك القصبة في رام الله، حيث تم عرض فيلم "قطن" للمخرج لؤي الفاضل، وفيلم "لا مفر" للمخرج مهند يعقوبي، وفيلم "الرصاصة الوردية" للمخرج رمزي حزبون، و"صفير" للمخرج فراس خوري، و"مع سبق الاصرار" لأحمد ومحمد أبو ناصر، و"ازرقاق" لراما مرعي، و"مقلوبة" لنيقولا داموني، و"بائع الورد" لايهاب جادالله، و"حنين" لاسامة بواردي. وجميع هذه الأفلام من انتاج مؤسسة عبد المحسن قطان ضمن مشروع دعم الانتاج بالشراكة مع الممثلية الهولندية. كما تم عرض الفيلم السوري "المنسيون" للمخرج ايهاب طربية، والفيلم الفلسطيني النرويجي "نظام الاصلاح" من اخراج جمانة مناع وسيل سترونهيل والفيلم البورتوريكي "دبل ايماجين"، والفيلم الفلسطيني "كوندوم ليد" لأحمد ومحمد أبو ناصر.
وتنظم "أيام سينمائية" بتمويل من مؤسسة عبد المحسن القطان والمركز الدانمركي للثقافة والتنمية CKU وبالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبلدية رام الله، وبرعاية مجموعة الاتصالات الفلسطينية، وبدعم من الممثلية الألمانية ومسرح وسينماتك القصبة وسينما جنين ومؤسسة روزا لوكسمبورغ الألمانية وفندق جراند بارك، وبرعاية اعلامية من شركة بالميديا.
والجدير ذكره أن "فيلم لاب: فلسطين" يسعى الى توفير المجال لموهبة صناعة الأفلام الشابة لتنمو وتتطور من خلال تعريضها لأساليب وفرص بديلة للتعبير عن الذات والتعلّم والتوظيف في عالم السينما، وتوفير المعرفة والدعم الفني اللازمين لصناع الأفلام المحترفين لتكملة إنتاج وتوزيع مشاريعهم، وتفتح المجال كذلك لتبادل ثقافة وتجربة صناعة الأفلام متعددة الثقافات بحرّية وفعالية، وتقوم بتشجيع المشاهدين في فلسطين للمشاركة في عالم السينما سواء أفراداً أوجماعات بنشاط وفعالية أكبر، مما يؤدي إلى تعزيز مشاهدة الأفلام وبالتالي تطوير صناعتها في فلسطين.
[email protected]
أضف تعليق