منذ اندلاع الأزمة السورية قبل ثلاثة أعوام ونصف وإسرائيل تعمل ما بوسعها لتحصين حدودها وتحويل التحدي المتمثل بالفوضى إلى فرصة، وقد نجحت في ذلك إلى حد ما.
كان القلق الإسرائيلي الأول من تحول المنطقة المحاذية لهضبة الجولان المحتلة إلى مساحةٍ لعملياتٍ ضدها، لذا عززت منذ اللحظة الأولى وجودها وبدلت قطعاً عسكريةً أقل فعاليةً بأخرى متمرسةٍ بالقتال الحدودي، كي تحد بشكلٍ أو بآخر الخطر المفترض.
القلق الإسرائيلي لم يأت من فراغ، فقد تعرضت الحدود خلال الأشهر الماضية إلى مجموعة اهتزازاتٍ أمنيةٍ متفاوتة التأثير، لكنها كسرت بالمعنى العملي هدوءاً سيطر على المنطقة منذ حرب 1973.
هجماتٌ بالهاون لمجموعاتٍ مجهولة، ثم إعلانٌ إسرائيليٌ عن إحباط تسلل مقاتلين يعتقد أنهم يتبعون لحزب الله اللبناني، فهجومٌ في شهر آذار الماضي بعبوةٍ ناسفة للمرة الأولى يؤدي إلى جرح أربعة جنود، وأخيراً في تموز هجومٌ بالهاون يًقتل إسرائيلياً على الحدود.
هكذا وفي عامٍ واحد أصبح التهديد مباشراً وكان لا بد من تغيير المعادلة، أو على الأقل العمل لتغيير الذين يجلسون في المواقع المواجهة من الجانب السوري.
معالجة المسلحين بالمشافي الاسرائيلية
كانت فرصة الهجوم الذي شنته جبهة النصرة على منطقة القنيطرة فرصةً مؤاتيةً لتحقيق الهدف، كان يكفي أن تفتح إسرائيل مشافيها أمام الجرحى التابعين للتنظيم الذي يعرف نفسه كتنظيم القاعدة في بلاد الشام، لتضمن ألا يكون وجودهم على الحدود مصدر تهديد.
بل إن بعض الصحافيين الإسرائيليين ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بالقول إن إسرائيل ومن خلال دبلوماسية المشافي بنت لنفسها على الحدود ما يمكن وصفه بشبكة معلوماتٍ صلبة.
لكن هذا لا يعني أن إسرائيل مطمئنةٌ بالكامل لجيرانها الجدد، فهي تعلم أن وضع الحدود رهنٌ بالأولويات التي لديهم، فما داموا في حال صراعٍ لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، فهم لن يضعوا إسرائيل على سلم أولوياتهم، لذلك فهي تتخذ الإجراءات اللازمة للتحرك في أي وقتٍ تخرج فيه الأمور في سوريا عن السيطرة لتعيد رسم الحدود من جهتها بما يتناسب مع أمنها.
[email protected]
أضف تعليق