أشجار الكينا ونباتات النفل ذات الرائحة والرحيق الفواح.
يُعتبر انتاج العسل في الجولان المُحتل من اجود انواع العسل نظرًا لطبيعة المناخ والبيئة الجولانية المميّزة التي تزدهر بانواع مميزة ومختلفة من الازهار والورود والاشجار، حيث تنتشروعلى الحدود بين اسرائيل وسوريا تنتشر قرابة 2000 خلية نحل اقامها المستوطنين الاسرائيليين. اما في قرى الجولان منها: مسعدة؛ بقعاثا؛ مجدل شمس وعين قنيا، فهناك ايضا يقومون بتربية النحل وقطف العسل.
يتميّز عسل الجولان بمذاقه الصافي والفريد، ولكن الاوضاع والحرب الدائرة على الحدود بات تهدد مزارع النحل الجولانية، لأنها قريبة جدًا من الحدود، فالقذائف التي سقطت مؤخرًا على اراضي الجولان شكّلت خطرًا كبيرًا على اهالي المنطقة عامةً، وعلى مزراع النحل خاصةً. وفي حين أنه لا يمكن التحكم بحركة الناس -سكان الجولان- تم منع المزراعين، على الأقل، من الدخول إلى مزراع النحل، مما يعرضها أيضًا لخطر الإهمال.
اشتعال مساحات واسعة جراء القذائف وتلف عشرات خلايا النحل
وفي حديثٍ لـ "بكرا" مع عددٍ من مربي النحل أبدوا خشيتهم من الخسائر الاقتصادية التي تكبدوها لغاية الآن جراء منعهم من الاقتراب من مراعي النحل على طول خط وقف إطلاق النار بسبب التصعيد الأمني في سوريا، ووصول قذائف إلى أراضي الجولان المحتل الأمر الذي أدى الى اشتعال مساحات واسعة جراء القذائف وتلف عشرات خلايا النحل في هذه المنطقة، وطالبوا سلطات الجيش الاسرائيل بالسماح لهم بالوصول إلى تلك الخلايا على الأقل في محاولة لإخراجها إلى أماكن أكثر أمانًا، ويقول احد مربي النحل من الجولان: هنا في قرية العشة المهجورة والمدمرة كنا نعمل بأمن وأمان. قبل ما يسمى بـ "الثورة" او بوصف أكثر دقة المؤامرة على سوريا لم نشعر بالخوف ولا بالقلق، ونعمل بكل هدوء في كل أوقات النهار، أما اليوم فالوضع مختلف تماما. تابعنا هذا التغيّر عمليا منذ ثلاثة سنوات حين سقطت اولى القذائف من الاشتباكات في سوريا، لكننا تعايشنا معها، إما ألان فالوضع أصبح خطرًا جدًا يجب العمل من اجل العودة الى الحياة الطبيعية.
اقتراب الاعياد اليهودية وصعوبة تسويق العسل
وعلى الرغم من أن الخسارة الأكبر هي لمربي النحل الجولانيين إلا أن الوضع الأمني يثير قلق نحالو المستوطنات الإسرائيلية ايضًا، خاصة مع اقتراب الأعياد اليهودية، وعدم استطاعتهم إنتاج وتسويق العسل التي يدر عليهم مبالغ طائلة نظراً للطلب علية من السوق المحلية الإسرائيلية.
ويؤكد خبراء في الزراعة لموقع "بكرا" على أن السوق الإسرائيلي يبحث ايضًا عن العسل الجولانيّ، حيث لم يرتق بعد "عسل المستوطنات" في الجليل إلى جودة العسل الذي ينتجه مربو النحل في القرى العربية في الجولان المحتل، بسبب بعده عن التلوث والمواد الكيماوية التي تخلفها المصانع الإسرائيلية والتدريبات العسكرية، وميزة الارتفاع عن وسط وجنوب الجولان بحوالي 1500-2000 م عن سطح البحر، ووجود أنواع وأصناف نادرة من الإزهار والنباتات التي لا تتواجد الا في جبل الشيخ كنبتة شرش الزلوع الذي يتفوق رحيقه في رفع الخصوبة ورفع القدرات الجنسية ويوصف للكثير من الإمراض المستعصية، الى جانب كون جبل الشيخ موطئ لنحو 250 نوعًا من النباتات غير الموجودة في اي مكان أخر، التي تمنح العسل الجولاني مذاق صافي وفريد.
[email protected]
أضف تعليق