تعود امل للبلاد بعد انجاز اضافي لسيرتها الفنية بمشاركتها في دور رئيسي لمسرحية غنائية في النمسا , في مهرجان بريچينيس , احد اهم المهرجانات الكلاسيكية والمعاصرة وأوبرا العائلة في اوروبا، والذي ينشط كل عام لشهرٍ كامل بمنتصفي تموز وآب على ضفاف بحيرة قسطنطين في مدينة برچينيز على حدود سويسرا وألمانيا.
" مغرب" هي المسرحية الغنائية الموسيقية التي شاركت بها الفنانة أمل مرقس غناء وتمثيلا ,حيث غنّت باللغة العربية الفصحى نصوصاً مترجمة عن اليونانية القديمة للشاعرة الميثولوجية "صافو" من القرن السادس قبل الميلاد ,مؤدية شخصية تاهيداج وشاركها التمثيل والغناء مجموعةٌ من مغنّيي الاوبرا الاوروبيّين من النمسا ،سويسرا ،المانيا وبولندا. وهم: ماركوس ريبال، روبرت ماسزيل، سيبستيان كامبينو، ويلفريد ستابير وستانيسلاڤ كوفليك.
وبمشاركة غناء جماعي وتمثيل جوقة الرجال للفرقة الفلهارمونية لمدينة براغ، وممثلين اجانب متخصّصين في الحركة المسرحية وفنون الحرب المسرحية.
وتكوّنت الفرقة الموسيقية التي قادها المايسترو الألماني بنجامين لاك، من رباعية وترية، بيانو، آلات نفخ وآلات شرقية كآلة "الجيمبري" المغربية والربابة الصحراوية وآلات إيقاعية كالدف والطبلة والبندير، وكان العازفون من جميع أنحاء العالم.
استمرت المراجعات والتدريبات لمدة شهر واختُتمتْ بثلاثة عروضٍ مفتوحة للجمهور الواسع، وكانت بطاقات العروض الثلاثة قد نفذت جميعها حيث نالت المسرحية اهتمامًا اعلاميًا مرئيًا ومسموعًا، ونقلت الاذاعة النمساوية المسرحية الموسيقيه بثًا مباشرًا.
مسرحية ترانس مغرب من كتابة وإعداد:
هانس بالاتزچومير وانچريد بريتيل.
إخراج : ارثور بروان.
موسيقى وتوزيع: بيتر هاربرت.
تدور احداثُ المسرحية في الصحراء بالقرب من مدينة بنغازي في ليبيا، حيث يأتي مستثمر ومهندس نمساوي إلى بنغازي في فترة الأزمة الليبية لكي يقيمَ ويخطّطَ سكة حديد بين ليبيا والمغرب "ترانس مغرب" ومعه طاقم من العمال والمهندسين الاوروبيّين، في ظل ظروف الفوضى والقتال وانهيار نظام القذافي في ليبيا.
تنتج حالة من العبثية وسوء تفاهم متواصل بين البشر المحبوسين في مكان لا توجد له بداية ولا نهاية، وتكون النهاية مأساوية.
تختتم أمل مرقس المسرحية باغنية في دور "تاهيداج" من شعر "صافو" اليونانية:
" تحت أقدامي الرمال ... دائماً جديدة ولا تتغير
تحته الماء انت لا تراه
هذا النهر العظيم
الماء، الحياة التي نشربها
الماء تقول لكم : انا أحبكم ، بقبلةٍ عذبةٍ على الشفاه
حيث ما يجري الماء يشعر الانسان
بالراحةِ.
تحت اقدامي الرمال
حملته الرياح
متناثرة على السكةِ
بين الصحراء والبحر
قريباً لن تراها مجدداً
ما يقوم بهِ المرء قريباً
وكأنه شيئاً لم يكن!
دائماً الى الامام
لا اعلم الى اين
هناك .. حيثما اكون اشعر
بالراحة..."
الجدير ذكره ,, اهتمام الاعلام المكتوب في الصحافة النمساوية والأوروبية, فكُتِب نقدٌ فنيٌّ ايجابيٌّ في موقع schwäbische.de: " اكثر المشاهد اثارةً للإنطباع في المسرحية كانت من إبداع الفنانه والمغنية الفلسطينية "أمل مرقس"، التي قدّمت دورَ "تاهيداج" المرأة ، الأم ،الأرض، الموجودة مثل الوهم والسراب في ضمير الرجال أبطال المسرحية.
وصرحت احدى الصحف في النمسا عن غُمرة أمل بأجواء حميميًّة و أثارتها لمشاعر الحضور من خلال ادائها المتميز وجذورها الشرقية.
وبشكلْ قويّ في المشهدِ الذي تودّعُ به ضحايا القتال بأغنيةٍ مؤثرة، وأيضًا في أغنية "تاهيداج" التي تفتتح امل المسرحية بها، وكلها من ألحان بيتر هاربرت الذي لحّن النصوصَ على مقاماتٍ شرقيةٍ من النهاوند والصبا والحجاز التي تمتزج بايقاعاتٍ غربيةٍ تعبيريةٍ من وحي أحداث المسرحية."
[email protected]
أضف تعليق