يفترض ألا تعاني السيدة خلال فترة حملها من نزيف مهبلي، وإن حدث فهناك أسباب عديدة لما يسمى بـ«نزيف الحمل» فما هو وما أسبابه؟
الدكتور محمد أحمد إدريس، استشاري النساء والتوليد والعقم بمستشفى الملك فهد بجدة؛ يطلعنا على نزيف الحمل.. أسبابه والوقاية منه.
المتعارف عليه في المجتمعات العربيَّة أنَّ الحمل يحسب بالأشهر، وهي تسعة أشهر، يقسمها الأطباء إلى ثلاثة أقسام. وللنزيف المهبلي في كل قسم أسبابه الخاصة، وطريقة علاجه المختلفة.
الثلث الأول:
يكون الجنين في بدايات تكوينه، ، وقد يحصل النزيف المهبلي بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 40%، لكن لأسباب مختلفة. وأخطر هذه الأسباب وأقلها حدوثاً هو:
الحمل خارج الرحم:
في هذه الحالة تكون البويضة المخصَّبة قد بدأت بالنمو والجنين بالتشكل خارج التجويف الرحمي للأم، ما يؤدي إلى النزيف المهبلي والألم الشديد في البطن، وقد يحصل انفجار في القناة والنزيف الداخلي، وعلينا في هذه الحالة التدخل إما علاجياً أو جراحياً؛ لإيقاف الحمل.
الإجهاض وهو الأكثر حدوثاً:
وقد تصاحبه قطع أو كتل دمويَّة أو نسيجيَّة، وعلينا هنا إما التدخل الدوائي أو الجراحي في حال وجود بقايا؛ لعمل تنظيف للرحم، وإذا كان النزيف مجرد دم بسيط مع وجود الجنين بصحة جيدة، وتتم معالجته بالراحة وبعض المثبتات، إن لزم الأمر. وهنالك الإجهاض الداخلي أو وجود كيس جنيني، لكن من دون تكوّن جنين، بالإضافة إلى أنواع الإجهاض الأخرى، وفي أغلب حالات الإجهاض يكون السبب وجود تشوهات خلقيَّة أو جينيَّة في الطفل، وهناك أسباب موضعيَّة مثل اللحميات أو النتوءات في عنق الرحم، وعلى الطبيب استبعاد الأسباب البسيطة للنزيف، مثل: الجروح أو التقرحات في المهبل.
الثلث الثاني:
في هذا الطور يكون الجنين قد بدأ بالتكون، وصارت الأم تشعر بحركات طفلها. وتكون أسباب النزيف المهبلي تكون المشيمة أسفل الطفل ويحدث النزيف فجأة ومن دون آلام، وعلى الطبيب أن يضع الأم في كفة والجنين في الكفة الأخرى، ويقرر متى تكون الولادة القيصريَّة إن لم يتوقف النزيف..
الثلث الأخير:
يكون النزيف بسيطاً وتصاحبه إفرازات مخاطية، وتكون هذه علامة الولادة لبداية توسع عنق الرحم والدخول في الولادة، وقد لا يكون النزيف بقدر السائل الجنيني المعروف في المجتمع «بمويه الرأس»، وقتها تكون قد دخلت السيدة في الولادة.
النزيف بعد الولادة:
أسبابه: استغراق فترة الولادة مدَّة طويلة أو قصيرة جداً، أو يكون الطفل كبير الحجم نوعاً ما، أو يكون حملها بتوأمين، أو أنَّها تعاني من أمراض في سيولة الدم، أو أنَّ الطبيب استعمل المساعدة بالشفط أو غيره أثناء الولادة. وعليه التدخل السريع بعمل مساج وتدليك للرحم، وإعطائه بعض الأدوية التي تساعده على الانقباض..
نصائح لعدم تكرار النزيف:
- لا تهملي نزيفك، على الطبيب معرفة أدق التفاصيل من خلال الفحص الإكلينيكي والأشعة الصوتيَّة والتحاليل المخبريَّة.
- اعلمي أن نسبة تكرار المشكلة قد تزيد على نسبة حصولها للمرَّة الأولى، وعليك أن تعرفي تماماً ما حصل لك، وما السبب وما العلاج الذي تلقيته؛ لتلافي تكرار المشكلة في الحمل التالي.
[email protected]
أضف تعليق