عندما يتعلق الأمر بصديقات قديمات درسن معاً منذ أيام الثانويّة، فإن الحمل قد يكون معدياً بينهن. إذ حينما تنجب إحداهنّ طفلاً، يزيد احتمال أن تقرر الأخريات إنجاب طفل خلال العامين التاليين، بحسب ما وجدت دراسة حديثة اقترحت مقولة جديدة: “قل لي من تصادق، أقل لك متى تنجب طفلاً”.
وتعتقد الباحثة الإيطالية “نيكوليتا بالبو” إحدى المشاركات في الدراسة أن تأثير الأصدقاء يمتلك قدرة كبيرة على تحديد متى تنجب المرأة طفلها الأول، وأن هذه الدراسة أزاحت الستار على بعض الآليات التي تؤثر على قرار إنجاب الأولاد.
وتضيف في الإصدار الصحافي للدراسة والذي تلقت “العربية.نت” نسخة منه: “إنه من الممتع أن نلحظ أن أصدقاءنا القدامى في الثانويّة يمكن أن يلعبن دوراً كبيراً في قرارتنا الخاصة بالإنجاب حتى بعد انتهاء مرحلة الدراسة بفترة طويلة”.
وكانت دراسة سابقة قد أظهرت الدور الكبير للأصدقاء في العديد من السلوكيات، كالتدخين وإدمان الكحول والرياضة، كما نوه العديد من الدراسات إلى أهمية العامل الاجتماعي في الخصوبة، لكن يقول الباحثون إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تثبت هذا النوع من الروابط بين الأصدقاء.
وقام الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة American Sociological Review، بمتابعة 1700 امرأة منذ عمر الـ15 عاماً وحتى عمر الثلاثين تقريباً، ودرسوا تأثير صديقات الثانوية تحديداً في الإنجاب الأول، كما ركزوا على الحمل المخطط له مسبقاً وأهملوا الحالات التي يحدث فيها الحمل دون تخطيط مسبق.
ويفسر الباحثون “عدوى الإنجاب” التي تحدث بين الصديقات القديمات بعدة تفسيرات، منها مثلاً وجود حس التنافس بين الصديقات، إذ دائما ما تقارن المرأة نفسها بصديقاتها القديمات، إضافة إلى أن الصديقات القديمات يكن دوماً مصدراً للتعلّم، وحينما تتخذ إحداهنّ قراراً مصيرياً يتعلق بالإنجاب، فإن صديقاتها يتعلمن منها كيف تكون الأمومة، ويكسرن حاجز الخوف المتعلق بهذه النقلة النوعية في طبيعة الحياة.
كما أن الصديقات اللواتي يتشاركن توقيت الحمل يكن أقل عرضة للتوتر والقلق، ويزداد ارتباطهن ببعضهن البعض طالما أنهن يجتزن ذات التجربة، تجربة الحمل والأمومة، في ذات التوقيت، وهو ما يجعلهن يفضلن اجتياز هذه التجربة معاً، وفي أوقات متقاربة.
[email protected]
أضف تعليق