طريق طويل من البحث والتنقيب والتسجيل، أفضى إلى "الزمن الموازي"؛ العمل الجديد الذي ينتجه مسرح الميدان في حيفا، والذي سيخرج في عروضه الأولى يومي الجمعة والسبت 4،5/4/2014
. المسرحية المستوحاة من تجربة الأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية وليد دقة، والذي من المفترض، حتى اللحظة، أن يتزامن خروجه من السجن في صفقة تبادل الأسرى المنتظرة مع عرض المسرحية، ننكشف فيها على عالم الأسر الذي يتجوهر على الخشبة في قصة "وديع"؛ الأسير السياسي الذي يخطط بالسر مع مجموعة من الأسرى من أجل بناء آلة عود للاحتفال بزواجه من حبيبته فداء.
"هو ليس عملا وثائقيًا أو سيرة ذاتية للأسير وليد أبو دقة، بل هو مستوحى من تجربته، ناقلا جوانب فيها ومتفرعًا منها إلى تجربة أكثر من أسير في نفس الزنزانة، في مسعى لبناء عالم مسرحي متكامل، يعكس حياة الأسر من خلال تجربة شخصية، إلا أنها لا تخلو من الشمولية". يقول مخرج ومؤلف المسرحية بشار مرقص.
مختبر البحث كطريق للخشبة
ارتأى مسرح الميدان وطاقم العمل أن يتم تناول قضية الأسرى كثيمة للإنتاج المسرحي لهذا العام. وهي برأيهم قضية شائكة وليست منفصلة عن اللحظة، إلا أنها ليست مطروقة في الداخل الفلسطيني كما يجب. وإن طرحت، فتطرح في نشرات الأخبار وفي بيانات الاستنكار والشجب.
وفي ما يسميه مخرج المسرحية "المختبر المسرحي"، الذي لا يتكئ على نصوص مسرحية جاهزة، شرع الطاقم في العمل على بحث وتنقيب في قضية الأسرى
. "وردت مجموعة كبيرة من أسماء الأسرى خلال البحث، إلا أن تجربة الأسير وليد دقة شكلت لديّ مثارًا للاهتمام"، يقول المخرج الذي تعقّب بعد ذلك قصة وليد وراسله بشكل شخصي من داخل السجن، وتواصل مع عائلته وزوجته
. "لقد اطلعت على كتاباته ورسائله قبل أن أتعرف على تجربته عن كثب، ولا شك أنها تجعل منه شخصية شمولية..
قصة فردية قد تحاكي قصص جميع الأسرى". قاد هذا البحث والتوثيق طاقم العمل إلى الورشة الأولى التي سعت إلى استخراج المادة والتعاطي معها مسرحيًا. قام على ضوئها المخرج بكتابة الصيغة الأولى للنص، والتي دفعت بدورها إلى الوقوف أمام نتاج فعلي مع الطاقم من خلال ورشة عمل ثانية.
لا يختلف البطل المجرّد من إنسانيته عن الرقم
إنها ليست المرة الأولى التي يتناول فيها المسرح الفلسطيني قضية الأسرى كثيمة، غير أنه يقف في كلّ مرة، عند المسرحيين الذين يسعون إلى تجنب التنميط والتعثر في الكلاشيه السياسي عند التعبير عنه من خلال الفن، سؤال كبير حول الإضافة التي يقدمها المسرح في قضية كهذه، وحول المقولة المختلفة التي يعمل على إيجادها ثم إيصالها.
يقول مرقص: "كان عليّ أن أنقل المعنى الذي تحمله الحياة داخل الأسر، الحياة بكل تفاصيلها الإنسانية واليومية وحاجاتها ومكامنها الوجودية التي يعيشها أي أسير
. ولا يمكن أن نتعاطى معها على أنها مجرد قصة بطولية، فأنا أؤمن بأن البطل المجرّد من إنسانيته يشبه "الرقم".
نحن نحارب استخدام حيواتنا كأرقام، وعلينا أن نفعل ذلك تجاه استخدامها كقصص بطولية مسطحة فحسب". ويضيف: "من واجب الفن أن يتعامل مع القضايا السياسية والوطنية بشكل مباشر، والمساحة المسرحية، بعلاقتها المباشرة التي تبنيها بين إنسان وآخر (بين المتلقي والممثل)، توفّر هذه المباشرة. إلا أن الأخيرة قد تبدو منطقة خطرة إذا ما تعاطت مع هذه القضايا من خلال شعارات مسطحة ومؤطرة ومكررة، وهذا ما أحاول أن أتخطاه".
تجدر الإشارة إلى أن "الزمن الموازي" هي من تأليف وإخراج بشار مرقص، بالاشتراك مع شادن قنبورة، خولة إبراهيم، أيمن نحاس، مراد حسن، شادي فخر الدين، دريد لداوي، هنري اندراوس. سينوغرافيا: مجدلة خوري.
تأليف موسيقي: فرج سليمان. تصميم إضاءة: فراس طرابشة. تنفيذ ملابس ومساعدة إنتاج: غريس دعبول. تنفيذ ديكور: يعقوب جريس. بناء العود: فيليب شاهين.
تصميم الملصق والمادة الاعلانية: وائل واكيم. وإنتاج مسرح الميدان. وستعرض المسرحية يومي الجمعة والسبت 4،5/4/2014 عند الساعة الثامنة مساءً في مسرح الميدان في حيفا، على أن يعلن عن مواعيد العروض القادمة في القريب.
[email protected]
أضف تعليق