"لا علاقة للفيلم عن اليرموك، بل هو يمثل الإنسان العربي المقهور واللاجئ أينما كان، والفيلم مستوحاه من واقع عربي أليم، حيثُ بيع البنت أسهل". هذا ما صرّح به الفنان الفلسطيني محمد بكري، لبُـكرا، حول فيلمه ( يرموك) الذي أثار ضجة واستنكار كبير على جدران الفيسبوك، التابعة لأخوتنا في مخيّم اليرموك – بين تخوين وشتم لشخص محمد بكري وعائلته، وذلك بسبب ما تحتوي مشاهد المُوّلفة " المُمنتجة" بالفيلم من مضمون يسوء للاجئين الفلسطينيين في المخيّم، بحسب الصورة التي يتلقاها المُشاهد خلال مشاهدته للفيلم القصير الذي مُدته تقارب (8) دقائق، ويظهر بالفيلم، الأب ( محمد بكري)، وهو بطل الفيلم ومخرجه- يتواجد هو وأفراد عائلته بغرفة بمنزله الضيّق، ويظهر عليهم ضيق الحال، تضره الحياة لبيع ابنته لرجل ثري مقابل شراء القوت لأطفاله.

وتظهر بعض مشاهد الفيلم بالقرب من الجدار الفصل العنصري الذي شيده الاحتلال الإسرائيلي في للفصل بين البلدات الفلسطينية، وفي أحد الأحياء القديمة بمدينة حيفا حيث تظهر بالخلفية أنوار الحدائق البهائية، تبدو بشكل واضح رغم أن الفيلم مصور بالأبيض والأسود.

وكأن بكري يقصد من خلاله لتحجيم قضية سُكان اليرموك إلى أب يتخلى عن ابنته مقابل المال!

وكوّن الفيلم يحمل اسم ( يرموك) بشكل تلقائي تمتد مُخيّلة المُشاهد أو المُتلقي أن أحداث الفيلم تدور بين دروب مخيّم اليرموك. وعن هذا يقول لموقع "بكرا" الشاب ماهر موعد، ابن مخيم اليرموك: لا يعقل أنه لا يوجد التفات لانتهاك حرية الشباب وخطفهم، واعتقالهم واستشهادهم تحت التعذيب والحصار الخانق وموت الناس جوعًا، وليس من اللائق أن يتم اختزال مشكلة سكان اليرموك، والتقليل من شأنها، قضية اليرموك لا تتعلق ببيع والد لأبنته". 

الفيلم ليس له علاقة باليرموك..

لا أحد يجهل المسيرة الفنيّة الكبيرة للفنان الفلسطيني محمد بكري، فقد جسد القضيّة الفلسطينية من خلال أعماله الفنية، من مسرحية المتشائل، وفيلم جنين جنين، وزهرة وغيرهم من الأعمال التي لا يمكن المزاودة عليها، والتقليل من قيمتها وخاصة أنها دائمًا تلاقي صدى على المستوى الفني العربي والعالمي، وأنها تُزعج إسرائيل لجرأتها. في حديثٍ خاص لبُـكرا مع الفنان محمد بكري المتواجد حاليًا في إيطاليا، نفى لموقع "بكرا" أية علاقة بين الفيلم ومخيم اليرموك، وكان لنا الحديث التالي معه:

بُـكرا: حدثنا عن الفيلم وما هي الرسالة التي تحمله من خلالها؟

بـكري: الفيلم روائي قصير، الرسالة التي يحملها هي صرختي الإنسانية ضد العنف والقتل الذي سبب تشريد الملايين وجعلهم عرضه للقر والحر والقهر والجوع

بُـكرا: لماذا اخترت اسم اليرموك، وهل فعلاً يتحدث الفيلم عن المُعاناة في المُخيم؟

بكـري: الفيلم لا علاقة له باليرموك، بل بالإنسان العربي المقهور واللاجئ أينما كان، واليرموك يعني يقذفوك بزتوك بالعامية

بُـكرا: لماذا حصرت معاناة الرجل ببيع بناته، ولم يبع مثلا السيارة التي يركبها؟

بكـري: ظهر الرجل وهو يبيع ابنته لكي ينقذ باقي الاطفال وهذا مستوحًا من واقع عربي اليم حيث بيع البنت أسهل من بيع الولد لان مجتمعنا ذكوري ويفرق بين الذكر والأنثى. ولم لم يبع سيارته لان هذه السيارة لا حاجة لرجل غني بها لأنها قديمة جدا ويصعب استعمالها.

بُـكرا: ما رأيك بالضجيج والغضب الذي قوبل فيه الفيلم؟

بكري: الضجيج والغضب ناتج عن تحريض من جهة شخص اسمه ( محفوظ بملف التحرير) يصفي معي حسابات شخصيه وهو من حرض عليّ وقام بنشر الفيلم وهو ما زال غير جاهز للنشر وغير متكامل مما شوه وربما جرح مشاعر بعض الناس المضللين واتهمني بالخيانة متناسيا بقصد كل تاريخي ونضالي ضد الاحتلال والظلم.

بُـكرا: هل تم عرض الفيلم في صالات العرض العربية والعالمية؟ وكيف تم تسريبه؟

بكري: الفيلم لم يعرض غير مرة واحدة فقط وكان عرض تجريبي في روما، وتم تسريبه بالخطأ من قبل أحد الأصدقاء عن طريق الفيسبوك قبل أن أكمل العمل. وهكذا وصل الي ايدي قذره، الذي قم بتسريبه إلى كل مكان بقصد الطعن بي وبالفيلم الناقص والغير مكتمل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]