بغض النظر عن جملة أجدادنا المشهورة "زرعنا لو، طلعت يا ريت"، وهي جملة حذرونا من خلالها من أحلامنا الوهميّة، إلا أن صفحات "لو فلسطين مش محتلة" التي كثرت في الآونة الأخيرة على الفيسبوك، طرحت الكثير من الأماني وعكست إلى ذلك الواقع بأقسى تجلياته- فلسطين محتله.

لا نعرف حتى الآن لمن تعود فكرة "الحلم الجماعي"، لكن لا بد من الإشارة إلى أنه وبهذه الفكرة عزز أكثر الوعي الجماعي الفلسطيني، فأكثر ما لفت انتباهنا في تلك الصفحات هو مشاركة الشباب الذي طالما كان بعيدًا عن "أجواء السياسية"- وفق لتسمية الأهل- فقد عاينا في "بكرا" المعقبين وتابعنا صفحات عدد منهم ليتضح أن تفاعلهم مع الصفحة لا يعكس "سياسيًا" ماذا يكتب على صفحاتهم، لكن وعلى ما يبدو يعكس بالضرورة انتمائهم الفلسطيني في اللاوعيّ.

وربما من أقوى الأمثلة لما ذكر أعلاه ما كتبه شاب يدعى سمير خالد على إحدى صفحات "لو فلسطين مش محتلة" قائلا "لو فلسطين مش محتلة لكنت أتحدث العربية بطلاقة"، وبعد معاينة صفحته يتضح على أن معظم أصدقائه يخاطبونه باللغة العبرية!

بكل الأحوال، في الصفحات المذكورة يُطلب من الـ "متفسبكين" أن يكملوا جملة "لو فلسطين مش محتلة..."، نحن في موقع "بكرا" رصدنا لكم بعض الردود.

الشاب عزات ماجد كتب مشاركًا " لو فلسطين مش محتله، كان انهارت نصف الدول المجاورة إقتصاديًا وإجتماعيًا". في حين ذكر مشارك آخر أسمه ابو يوسف "لو فلسطين مش محتلة كان خالي معنا حاليًا وليس في السجن".!

اما المشارك هشام شاهين فقد تفاعل مع الصفحة ذاكرًا " كان فش اشي اسمو اهل الـ 48 و ضفاوية، كان فش اشي اسمو انا معي هوية زرقا وهو معو هوية خضرا..كان مفش عنصرية ...كان شب الضفة بتزوج بنت ال 48 , كلنا هوية وحدة".

وبلهجة ساخرة من سيطرة امريكا على الوضع قال المشارك ابو سليم محاميد " لو فلسطين مش محتله كان كلنا بندخن ( عربي ) وبنحلم نشم ريحة المالبورو...".

اما المشاركة آشار مصري فقالت " لو فلسطين مش محتلة..كانت لغتنا العربية هي اللغة الرسمية في الدولة..وكنا ما اضطرينا نزت حالنا بأي شغل لحتى نكتسب لغة عبرية، عشان يقبلونا بجامعاتهن"! وفي المقابل ذكر المشارك سلطان زعبي " كان عرفنا شو معنا شنيتسل بلعربي".

المشارك عبد الغزاوي قال ردًا على الجملة " لو فلسطين مش محتله كان انا احتليتها قد ما بحبها". اما المشارك اسامة ترتير فقال " لو فلسطين مش محتلة كان فش اشي اسمو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وفش زباله مكومة بالمخيم وفش اضراب مدارس الوكالة والعيادات".

اما المشارك وطن جاروشي فكتب قائلا "لو فلسطين مش محتلة كان ابوي عايش، وكان انا ما انحبست"، حيث ارفق إلى هذا التفاعل صورة والده حاملا للسلاح ومن صفحته يتضح على أنه مصور من طولكرم.

المشاركة شريهان دراوشة قالت " لو فلسطين مش محتلة...كان فش للوطن معنى، ولا للشهيد قيمة، ولا للسجين حرقة، ولا للتراب عبق...".

اما حنان حبيب الله فقد كتبت في هذا السياق " لو فلسطين مش محتلة كان بقعدش بإستكمال السياقة والمحاضر يقلنا: هل تعلمون ان 22 الف جندي اسرائيلي قتل في الحروب منذ قيام الدولة حتى اليوم، بينما قتل خلال عام واحد 32 الف مواطن في الدولة في حرب الشوارع !".

وسط كل الأماني والحلم، كانت هنالك بعض الأصوات التي عمدت على اعادة الفيسبوكيين إلى أرض الواقع، حيث قالت منار سالم ردًا على السؤال "لو نترك الحكي الفاضي ونعمل اشي نخليها مش محتله". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]