د.زعبي: أهم أسباب انتشار السكري لدى النساء العربيات هي السمنة وقلة الحركة

ينتشر مرض السكري وبشكل واسع ومخيف في مجتمعنا العربي، حيث أن نسبة مرضى السكري ترتفع سنويا وتفوق المعدل العام بالدولة، والسكري هو أحد أخطر الأمراض على الإطلاق إن لم يكن أخطرها.

حول مرض السكري، نسبة انتشاره في البلاد ومخاطره ، حاورنا الدكتور عبد الهادي زعبي وهو طبيب عائلة وإستشاري سكري أيضا وقد أجاب معرفا مرض السكري ونسبة انتشاره في البلاد وسبب انتشاره بالمجتمع العربي أكثر، وقال : نسبة مرض السكري للأسف تتزايد في كل العالم، مثلا في عام 2011 كان عدد مرضى السكري في العالم هو 350 مليون شخص، بينما اليوم وصل عددهم إلى 375 مليون شخص ومن المتوقع أن يصل العدد في الأعوام 2025-2030 إلى نحو 552 مليون شخص مصاب بهذا المرض وربما أكثر.

50% من النساء اللواتي تجاوزن الـ 65 عاما يعانين من السمنة الزائدة

وتابع د.زعبي : في إسرائيل المعدل العام هو 8% بينما في المجتمع العربي يتجاوز الـ 10%، والسبب الرئيسي لهذا هو السمنة الزائدة وبشكل خاص لدى النساء، حيث أن 50% من النساء اللواتي تجاوزن الـ 65 عاما يعانين من السمنة الزائدة وطبعا تنتج السمنة عن قلة الحركة والطعام غير المنظم وأنواع الطعام وكمياته، وأعني بقلة الحركة مثلا أنه لدى المرأة اليهودية نسبة ساعات الراحة (نوم وجلوس) في اليوم هي 12-13 ساعة بينما لدى العرب 18 ساعة .

الموت البطيئ

وقال د. عبد الهادي زعبي عن مدى خطورة مرض السكري : يقال إن هذا المرض هو الموت البطيء، فهو غير موجع ولا يتسبب للمريض بآلام أو جروح لكنه يستنزف جسمه وخصوصا إذا لم يكن المريض متابعا بشكل كامل مع الطبيب، حيث ان هنالك طرقا معينة يستطيع المريض العمل بها كي يعيش حياةً عادية، فبالإضافة للكشف المبكر عن المرض، على مصاب السكري أن يلتزم بالتعليمات الطبية والحمية إضافة للرياضة.

لا إفراط ولا تفريط

وتابع: هنالك نوعان من مرضى السكري، النوع الأول وهم الذين يعانون من المرض منذ صغرهم والنوع الثاني وهم الذين يطرأ عندهم المرض متأخرا، وبخصوص الطعام والحلويات بشكل خاص، أهم حكمة في هذا المجال هي "لا إفراط ولا تفريط" وهنا يأتي دور خبيرة التغذية وخصوصا لمرضى السكري من النوع الأول الذي يتلقون الإنسولين بشكل ثابت.

وعن أعراض السكري قال : لدى مرضى السكري من النوع الأول يظهر المرض منذ صغرهم وأحيانا يصل المريض لحالة صعبة جدا لدرجة نقله للمستشفى بشكل فوري حيث ترتفع كمية السكر بالدم بشكل كبير، بينما النوع الثاني ومن أبرز عوارض المرض هي العطش المتناهي، التبول الكثير والأكل المفرض وهنالك حالات يتعرض فيها الشخص لإنخفاض كبير بالوزن.

العامل الوراثي

جيل التعرض للسكري بالمجتمع العربي أقل منه في الوسط اليهودي

وأضاف : للعامل الوراثي تأثير كبير في قضية الإصابة بالسكري، وجيل التعرض للسكري بالمجتمع العربي أقل منه في الوسط اليهودي، وعلى المريض أن يتابع بشكل مستمر مع الطبيب، أي في الحالات العادية أن تكون هنالك على الأقل زيارتان خلال العام للطبيب وفي الحالات الخاصة تكون أحيانا شهريا، ونحن نعمل حسب تعليمات وزارة الصحة حيث نجري فحوصات دم لكل من يتجاوز عمره الـ 45 عاما .

وأخيرا ، حول إذا كانت هنالك جمعيات توعوية في المجتمع العربي : للأسف الشديد فإن هذه الجمعيات تقريبا غير موجودة في مجتمعنا العربي، حديثا هنالك جمعية بالناصرة علما أن هنالك العديد من المرضى ممن لا يقرأون أو يكتبون ، ولا يمكن مقارنتنا بالوسط اليهودي فهنالك جمعيات عديدة وأبرزها "أيال" التي تنشط كثيرا وحتى أنها تضع ختمها على العديد من المأكولات التي تنصح بها، أي تتابع كل الأمور لأجل صحة المريض.