مريم شبلي - كومتياني، المشرفة على القابلات في قسم الولادة \ مستشفى الناصرة (الإنجليزي): نقدّم للحامل الخدمات العصرية والنصائح العملية لتجربــة ولادة آمنـة ومريحة


تعمل مريم شبلي - كومتياني، منذ أكثر من 30 عامًا، في قسم الولادة في مستشفى الناصرة بالتعاون مع الطواقم التي تُعنى بالنساء الحوامل. درست التمريض في المستشفى في آواخر السبعينيات، ومن ثم تعلّمت قابلة مؤهلة. تقول مريم إن أحد الأمور الأساسية التي تعلّمتها خلال سنوات الدراسة في بريطانيا هو توفير وتوظيف الإمكانيات والأدوات لولادة طبيعية من خلال تخفيف العوارض الفسيولوجية والضغوط النفسية عند المرأة لمساعدتها على الوصول الى الولادة الطبيعية، ولذلك مستشفى الناصرة معروف انه داعم لفكرة الولادة الطبيعية. وتضيف:» تعلّمنا كيف نساعد المرأة في حقّها بالاختيار، بينما كان متّبعًا في البلاد ان الطواقم الطبية هي التي تقرّر هذا الشيء. إعطاء المعلومــــــــــــــات لدعـــــــــم المرأة نفسيًا ومعنويًا يساعدنا في أن تكون شريكة بالقرار».

في 2009 - 2010 حصلت شـــبلي على اللقب الثاني في التوليد من بريطانيا.
عملت لمدة 10 سنوات كمسؤوولة في قسم الولادة، بعدها سافرت إلى بريطانيا وحصلت على لقب BSC في التوليد، وهذا ساهم في تحسين جودة العمل كطواقم مع الحوامل والوالدات. تمحورت دراستي في الأدوات والوسائل التي تساعد الطواقم في تخفيف الضغوط النفسية والعوامل الفسيولوجية المؤثرة على المرأة الحامل، في فترة الحمل، أثناء الولادة وما بعد الولادة.

إليكم اللقاء التالي مع مريم شبلي - كومتياني:

كيف يتم العمل مع المرأة الحامل قبل الولادة وكيف ترافقونها أثناء الحمل في قسم الحمل والولادة في مستشفى النـــــــــــاصرة- الانجليزي؟
هناك عدد من القابلات الذين يعملن مع النساء الحوامل. الهدف من هذا البرنامج هو متابعة الحمل من ناحية طبية، فحوصات، تطوّر الجنين وتقدّم الحمل، مثل متابعة الطبيب للحمل، وكذلك إعطاء النساء إرشادات أثناء فترة متابعة الحامل ونسألها عن كثير من الأشياء حول الحمل، العلاقة الزوجية، التغذية وأهميتها وتأثيرها على تطوّر الجنين، هذا الأمر يساعدها أيضًا على الولادة السليمة. كذلك يمكن للمرأة استشارتنا في كل ظرف تمرّ به، سواء كان ذلك تغييرات فسيولوجية، أوجاع الظهر، توريك، المزاج النفسي وتقلّباته نتيجة الهرمونات في هذه الفترة. الهدف من كل هذه الإرشادات هو التقليل من مخاوف المرأة وتحسين شعورها العام الذي يؤثّر على أعضاء الجسم وبالتالي يساعد على الولادة الطبيعية . كذلك هناك دورات تحضيرية للحوامل في الأسابيع الأخيرة من الحمل بمعدّل لقاء واحد مرّة في الأسبوع. اللقاء مدّته ساعتان، وخلاله يتم إعطاء المرأة الأدوات التي تساعدها على كيفية التصرف وقت الولادة، والحق في اختيار الوسائل التي تساعدها على الولادة وكل ذلك طبعًا بمشاركة الزوج. إشتراك الرجل مع الزوجة خلال الدورة التحضيرية يحسّن من علاقتهما الزوجية وتواصلهما أثناء عملية الولادة.

ما هي نتائج البحث الذي قمت بإجرائـــــــــــه حــــــــــــــول الأزواج الذين يدعمــــــــــــــون زوجاتهم خـــــــــــلال عمليــــــة الولادة؟
لقد وجّهنا أسئلة مفتوحة للأزواج الذين حضروا عملية الولادة، علمًا ان قسمًا منهم شاركوا في دورة تحضيرية حول الموضوع والقسم الاخر لم يشاركوا ( المشاركون ينتمون الى الديانات الثلاث)، وما دفعني لإجراء البحث هو أن الأزواج الشباب حاليا قسم كبير منهم يشاركون في الدورات التحضيرية، ولكن معظمهم يقولون إنهم يشاركون في الدورات نزولا عند رغبة زوجاتهم. البحث أثار اصداء واسعة، وقد تعلّمت ان الزوج يُشارك في الدورة ولكنه غير متحمّس لذلك ويواجه بعض الصعوبات، وعندما تصل الزوجة للولادة بدون الزوج تشعر بالخوف. ومن خلال البحث إستنتجنا ان جميع الأزواج المشاركين في البحث تحدثوا عن خوف من المجهول وخوف على المرأة والجنين ويصابون بنوع من الإحباط والارتباك والتوتّر. لم أكن أتوقّع من الأزواج أن يتطرقوا إلى هذه الجوانب، التي قد تؤثر سلبا على نفسية الزوجة. أحيانًا أرى الزوج يُخبر زوجته برغبته في الخروج من غرفة الولادة والزوجة تطلب منه البقاء لانها بحاجة الى مساعدة ودعم وتمسك بيده والزوج يحاول الهرب. في هذه الدورات يعرف الأزواج أهميه البقاء مع زوجاتهم أثناء عملية الولادة. كل هذه الأدوات والعوامل النفسية والتواصل مع الحوامل تهدف إلى إفراز الهرمونات الطبيعية لتسهيل الولادة لأنه عندما تكون المرأة متوترة تعمل الهرمونات بشكل عكسي، أما عندما تكون مرتاحة ومسترخية تفرز الهرمونات الطبيعية وتكون الولادة طبيعية.

ما هي النصائح التي تقدمينها لكل حامل للوصول إلى ولادة طبيعية؟

الثلث الأول من الحمل يشهد تغييرات فيزيولوجية وهرمونية ويجب على الحامل أن تعرف ذلك. في الثلث الثاني تكون الحامل أكثر تركيزًا في برنامج الفحوصات التي يجب الخضوع لها، وفي المرحلة الأخيرة تكون الحامل قد أنهت الفحوصات وتبدأ المحادثة حول الولادة، وهنا يأتي دور الدورات التحضيرية استعدادًا للولادة، ونحن بدورنا في قسم الحمل والولادة في مستشفى الناصرة نجلس معها ونعطيها المعلومات الضرورية. بالنسبه للنصائح هناك ظاهرة وهي أن أغلب الأزواج بكل إنتماءاتهم يهتمون بغيرهم أكثر مما يهتمون بأنفسهم وذلك بسبب تركيبة المجتمع ولذلك يتوجّب علينا ان نساعد الأزواج الشابة الذين يتزوجون بعد إنهاء الدراسة ويخوضون تجربة الحمل دون أن يكون هناك إتصال بين الروح والجسد.

وكلنا نعرف الظاهرة أن الحماة تقول أمرًا والأم تقول شيئا ثانيًا والجارة تتحدت عن أمر ثالث فكل واحدة تُشارك بتجربتها الخاصة وتعمّمها على كل حامل التي عادة تكون في حيرة من أمرها، وهنا تكمن مشكلة كبيرة ألمسها في الدورات التحضيرية. وأهتم بان أتمحور في هذه النقطة، وأشرح للحامل أن كل حمل هو عملية بحد ذاتها وقد تختلف الولادات لدى الأم نفسها. وهناك أزواج يخشون من إمكانيه أن تتعرض زوجاتهم لمشكلة واجهتها إحداهن في هذا المستشفى او ذلك وهذه مشكله بحد ذاتها. الدورة تتركز في المخاوف وتبديدها وسبل تواصل الحامل وزوجها مع نفسيهما وتعميق الاتصال بين الجسد والنفس، وللأسف هذا الأمر ينقص الازواج المتعلّمين. ألاحظ ان نصف الحاملات اللواتي يصلن الينا إلى الدورات او الولادة، لا يستطعن التحرر من المؤثرات الخارجية والاهتمام فقط بنفسها وبتجربة الولادة التي ستخوضها هي. اليوم الأزواج يريدون المشاركة في الدورة ولذلك من المهم جدًا أن تشارك الحوامل في الدورة التحضيرية لأنها تساعدها على خوض تجربة إيجابية خاصة وأن ذلك يسهّل عمليه الولادة.

كيف يمكن للحوامل التسجيل للدورات ؟

بإمكانهن التوّجـــــــــه إلى قسم الولادة والتســــــــــــجيل.

هل ترافقين الأم حتى بعد الولادة أم أن دورك ينتهي عند خروجها من المستشفى؟

طموحاتي أن يعمل المستشفى مع السيدات في فترة ما بعد الولادة لأن الأم بحاجة إلى دعم نفسي ومرافقة في هذه الفترة. نحن نقيم دورات ما بعد الولادة ويُسمى ذلك «نادي الأمهات» حيت تصل الى الدورة الأمهات مع مواليدهن وأزواجهن ويتحدثون عن أحاسيسهم ومشاعرهم وتجربتهم خلال الولادة وهذا يساعدنا على دعم ومساندة الأم والإهتمام بأن تكون أحاسيسها ومشاعرها إيجابية. نحن فقط نستمع إلى الأزواج وبالتالي تتكوّن مجموعة دعم ومساندة. بعد الحمل والولادة ننظّم ما يُسمى بـ «طب الأطفال» حيت نقدّم محاضرات عن التطعيمات والإسعاف الأولي للطفل وتطوّره ونتحدّث عن التغدية للأم والطفل والرضاعة ومنتجات خاصة بالطفل، كذلك فكّرنا بموضوع السباحة وأهميتها للأم والطفل. وبالمتوسّط ننظم لقاءات لمدة 5-6 أسابيع بعد الولادة، خاصة وأن الأمهات يُبدين رغبة كبيرة في ذلك ويحرصن على التواصل المباشر معنا. لذلك نهتم بأن نعمل على طواقم إرشادية للسيدات للتواصل معهن خلال الولادة وما بعد الولادة أيضًا.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]