كرم مسرح الجوال المقدسي عصر أمس الاول وضمن فعالياته الدورية المربيتين المقدسيتين مها الخطيب مديرة مدرسة النظامية وعائدة الاشهب مديرة مدرسة الفتاة اللاجئة ، وذلك في حفل اقيم بمسرح كلية هند الحسيني وحضره وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني والشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس ولفيف من الشخصيات التربوية والاعتبارية وذوي المكرمتين ، ووقف على عرافته الفنان المقدسي صقر السلايمة ريس مسرح الجوال المقدسي .
وأشاد الحسيني في كلمته بمؤسسة مسرح الجوال لنشاطاتها القيمة والتي تجمعنا دوما بالمبدعين من ابناء شعبنا والذين لهم باع طويل في العطاء وخدمة مجتمعهم وتنشئة الاجيال الصاعدة وزرع الخصال الوطنية فيها حتى تتمكن من الاخذ على عاتقها حمل الراية ومواصلة درب الحرية والاستقلال .
واعتبر ان تكريم الناس في حياتهم خطوة متقدمة في تحفيز المجتمع نحو الابداع والتميز وما هو الا ضرب من ضروب الوفاء وتعزيز اللحمة بين فئات المجتمع الواحد وتجسيد لصمود المقدسيين خاصة ومقاومتهم للاحتلال وسياساته اللانسانية بحقهم ، مؤكدا ان القدس قاب قوسين او ادنى لن تكون الا عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية القادمة بالرغم من التحديات التي تواجه القيادة الفلسطينية والصعوبات التي تضعها سلطات الاحتلال واللتضيقات التي تمارسها والتي مهما تعاظمت لن تنال من ابناء شعبنا لان فيه من أمثال هؤلاء المربيات الفاضلات ومنهن المكرمتين مها الخطيب وعائدة الاشهب ، واللواتي قدمن جل حياتهن من اجل تنشئة اجيال واعدة وتهيئتها لقيادة المستقبل الزاهر للشعب الفلسطيني .
وتطرق وائل القدومي أمين سر مسرح الجوال المقدسي في كلمته الى رؤية مؤسسته لحفلات التكريم والتي تقوم على فلسفة التأثير بالمحيط والمجتمع وعدم السماح للاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ان تؤثر سلبا على جو العمل والحرص على المساهمة والمشاركة في خدمة المجتمع الفلسطيني ، منوها الى انه وفي وسط معاناة القدس واهلها بات وضع المدرسة والقائمين عليها صعب جدا بل وخطير ويحتاج الى جهود جبارة لانقاذ ما يمكن انقاذه .
وقال :" ان المعلمون يحملون رسالة الانبياء عندما يرشدون الابناء الى الحق والهدى والنور وابعادهم عن الباطل والضلالة والظلام ومستقبل اجيالنا القادمة بين ايديهم لانهم حملة المشاعل ما يدعو الى حمايتهم والضرب بيد من حديد على كل من يحاول العبث بالعملية التعليمية والقائمين عليها .
بدوره أشاد المربي سمير جبريل مدير التربية والتعليم في مدينة القدس بدور المربيتين الخطيب والاشهب وادارتهن وتفانيهن واخلاصهن في تأسيس مدارسهن وروادها من الطالبات ، وهو ما بدى واضحا من التحصيل الاكاديمي للطالبات ، موضحا دورهن في محاربة السياسات الهادفة الى تهويد التعليم وتذويب الاجيال القادمة من ابناء المدينة المقدسة والحرص على وطنية وعروبة التعليم .
فيما لخص الشيخ ناجح بكيرات مدير المسجد الاقصى المبارك وصفه للمكرمتين بالشخصية الصادقة مع الله حيث كانتا اشعاعا ونورا لكل فلسطين ومع الادارة والارادة حيث التغلب على سياسات الاحتلال التجهيلية والصدق مع التعليم في حبه وحب الطالبات والناس .
بدورها وصفت ديما ابو السعود كريمة المربية مها الخطيب والدتها بأنها ليست الزوجة الصالحة والام الفاضلة لثلاثة ابناء وحسب انما مثالا للمرأة الفلسطيينة العاملة التي احسنت التوفيق بين رعايتها لزوجها وابنائها من جهة وتفانيها واخلاصها في عملها وخدمة وطنها من جهة اخرى ، وحرصها على تربية الاجيال على حسن الخلق واهمية العلم والتمسك بالهوية المقدسية وحسن الانتماء للوطن ، مستعرضة تدرجها في مراتبها التربوية .
فيما استعرض المربي روبين ابو شمسية سيرة حياة المربية المكرمة عائدة الاشهب من سنواتها الاولى في تجربتها التربوية وتدرجها وعطائها المتواصل ونجاحها في الانفتاح الاداري وتطرير المنظومة التعليمية وبناء الجسور المهنية مع الجميع وهو ما بدى واضحا في تألق طالباتها في تحصيلهن الاكاديمي ، موضحا انه في عهدها أمست المؤسسة بوتقة من العمل الفعال والمستمر وشعلة في النشاطات اللامنهجية في كافة الحقول العلمية والادبية والاجتماعية.
بدورهن شكرت المربيتان المكرمتان الخطيب والاشهب في كلمتيهن الجهود الرامية الى دعم المسيرة التعليمية في القدس خاصة وفلسطين عامة والحفاظ على عروبته وأصالته والحرص على تنشئة الاجيال الواعدة على المبادىء والقيم الوطنية ، ما يساهم في تعزيز صمود الانسان الفلسطيني في ارض الاباء والاجداد وتحدي اجراءات الاحتلال المتنوعة حفاظا على الهوية العربية الفلسطينية .
ودعتا الى ايلاء مدارس القدس وأطقمها التربوية مزيدا من الاهتمام والدعم المطلوب ، مستذكرتان من سبقوهن في ادارة المدارس واسهاماتهن التربوية ، ولم يغفلن ذويهن الذين بفضلهم وصلن الى تبوء مراتب مرموقة ، مؤكدتان على مواصلة الطريق على نفس الوتيرة .
وفي ختام الحفل الذي تخلله وصلة فنية ملتزمة قدمها الفنان المقدسي أحمد أبو سلعوم جرى تكريم المربيتين مها الخطيب وعائدة الاشهب .
[email protected]
أضف تعليق