شارك الفيلم الفلسطيني العالمي "المسيح المخلص" من إخراج روبرت سافو، في مهرجان السينما لدول شرق المتوسط وشمال أفريقيا "المنار"، المنعقد في صوفيا خلال الفترة ما بين 15 يناير وحتى الثاني من فبراير، وقد حصد العديد من النقد الإيجابي وإعجاب جميع من حضره هناك، وقد أعلنت إدارة إنتاج الفيلم، بأن الفيلم سيشارك قريبا في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، وسيقام له حفل افتتاح رسمي في مدينة الناصرة بلد المسيح والسيدة العذراء، وذلك بعد أن أقيم له افتتاح مهيب في العاصمة الأردنية عمان، بمشارك معظم الفنانين والفنيين المشاركين في الفيلم، وبحضور إعلامي مكثف.
وهنا نورد المقالة التي خصصها الصحفي خيري حمدان بعد العرض في صوفيا:
*لا شكّ بأنّ المخرج الفلسطيني الشاب روبرت سافو مبدعٌ وطموح، قدّم للمرّة الأولى على شاشات السينما العربية والدولية، فيلمًا سينمائيًا في غاية الأهمية باعتباره متحدّثًا باللغة العربية، وهي سابقة في تاريخ السينما العربية عامة والفلسطينية بوجه خاصّ. واستمرت عملية التصوير ما بين الأردن وبلغاريا قرابة الشهر، حيث شارك في هذا العمل الفنّي الضخم العديد من الفنانين الأردنيين والفلسطينيين والبلغار، نذكر على سبيل المثال وليس الحصر الأساتذة غسان المشيني، نريمان عبد الكريم، زهير النوباني، عبير عيسى يوسف أبو وردة، شريدي جبارين، وغيرهم كثير.
المخرج روبرت سافو قال في كلمته الافتتاحية في مهرجان السينما لدول شرق المتوسط وشمال أفريقيا المنعقد في صوفيا خلال الفترة ما بين 15 يناير وحتى الثاني من فبراير من كلّ عام، بأنّ الفيلم جاء بمثابة رسالة لمحبّي السلام ودعوة للتخلّي عن الحروب التي تعصف بعدّة مناطق حول العالم، وفي بعض الدول في العالم العربي وفي موطن المسيح عليه السلام، الذي جاء لتخليص البشرية من الويلات والمصائب وتحمّل آلامًا مبرحة في سبيل ذلك.
السيد روبرت على قناعة تامّة من أن تضحيات المسيح لن تذهب سدىً في مهبّ الريح، ولا بدّ من أن تكلّل بالنجاح في نهاية المطاف، علمًا بأنّ الفيلم موجّه للبشرية جمعاء. كما ركّز المخرج في تناوله لحياة المسيح على المواقف الصعبة والحاسمة التي واجهها المخلّص في مسيرته الدنيوية، وشاهدنا واستمعنا للكثير من العبر ذات المغزى الإنسانيّ والأخلاقي العميق، وشهدنا حجم الخيانة التي عايشها المسيح في مسيرته الدنيوية القصيرة، لكنّه اكتفى بالتذرّع إلى الله طالبًا لأبناء شعبه المغفرة لأنّهم لا يعرفون ما يفعلون. المسيح المخلّص رمز السلام والمحبّة والتسامح، وهذه هي الرسالة التي تبنّاها السيد روبرت وأكّد عليها في مخاضه السينمائي المذكور. وقد رأيت بعض الحضور البلغار كيف تسمّروا في أماكنهم وهم يراقبون اللقطات الأخيرة من الفيلم دون استعجال الخروج من الصالة، متمنّين استمرار الفيلم وبقاء حضور المسيح المخلّص بينهم لفترة زمنية أطول.
أخبرني السيد روبرت في إحدى اللقاءات التي جمعتنا، كيف سأل أحد الممثلين عن السبب الذي دعاه للموافقة على التمثيل في فيلم عن المسيح مع أنّه مسلم؟ أجاب الفنان بأنّه يعتبر مشاركته بمثابة هدية لجاره المسيحي. أعتقد بأنّ الرسالة التي أراد إيصالها المخرج روبرت سافو للمشاهد العربي والأجنبيّ أيضًا قد وصلت وأدّت مهمتها.
أنا على قناعة من أنّ الإنسانية بحاجة ماسّة لهذا النمط من الأفلام، التي تحاول خلق حالة من النقاء في حياتنا اليومية، محاولة لإيقاظ الضمائر النائمة، بعيدًا عن موجات الأفلام غير الهادفة التي تكتسح الأسواق وتعمل على تسميم العقول وتغييب الذاكرة. أتمنّى للمخرج روبرت سافو مزيدًا من التفوّق، ونجاحات متوقّعة، يستحقّها بجدارة في مشاريعه المستقبلية.
[email protected]
أضف تعليق