يقام في هذه الأيام 28-30\11\2013 ولأول مرة في البلاد مهرجان أفلام سينمائيّ تعرض خلاله أفلام عن النكبة الفلسطينية وعودة اللاجئين ، تنظمه جمعية ذاكرات "زخوروت" في سينماتك تل ابيب وفي مسرح يافا .
وعرضت فيه إضافة للأفلام السينمائية العالمية ، أفلام قصيرة جديدة تمّ إنتاجها خصيصًا لهذا الحدث السينمائي على يد مبدعين ومبدعات فلسطينيين وإسرائيليين.
تتناول هذه الأفلام ، علاقة المنتجين والمنتجات مع الماضي، وبحثهم عن حلّ سياسيّ وإنسانيّ للظلم والمعاناة المتواصلين، ورسم مسار نحو تحمل المسؤولية والتصحيح من أجل حياة أفضل لكل سكان الحيّز والمنطقة.
أصوات يمينية تطالب الجهات المسؤولة بوقف البرنامج
تزامنا مع إنطلاق المهرجان ، علت العديد من الأصوات اليمينية العنصرية تطالب بوقفه ، ومن بين أبرز المطالبين بذلك كانت عضو الكنيست أييلت شكيد من حزب البيت اليهودي التي أبرقت لرئيس بلدية تل أبيب رون حولدائي ووزيرة الثقافة والرياضة ليمور لفنات رسالة تطالبهما فيها بإيقاف عمل المهرجان لأنه "يضر بشكل دولة إسرائيل " وأنه "مهرجان يعرض أفلاما لحركات ضد الصهيونية تدعو لتدمير الدولة، بحسب ادعائهم.
وقد قامت "حركة اليمين الحقيقي" بعرض فيلم على اليوتيوب تتحدث فيه عن المهرجان وتحرض المواطنين اليهود عليه ، ويتحدث عن النكبة ويقول "بأنها ذكرى سيئة للعرب التي لم يستطيعوا فيها تدمير الشعب اليهودي ، حسب قولهم ، وأن العرب لديهم دولا كثيرة ونفطا كثيرا ويطمعون بأرضنا الصغيرة" .
وزارة الثقافة : لا علاقة لنا بالمضمون
وزارة الثقافة والرياضة ردت على ما طلبته عضو الكنيست شكيد : أن الوزارة تدعم الأجسام والمؤسسات الثقافية حسب الشروط المنصوصة بالقانون ، ومضمون الفعاليات لا نستطيع التدخل فيه ، وعن هذا المهرجان ، القسم القانوني في وزارتنا سيتوجه لوزير المالية ليفحص هل هنالك حاجة لسحب الدعم إذا تعارض مضمون البرنامج مع القوانين المنصوصة سابقا.
رنين جريس : مهرجان هو الأول محليا وعالميا ، ونقيمه بالذكرى الـ 66 على تقسيم فلسطين
تحدثنا مع مركزة مشروع التاريخ الشفهي ومشروع الإعلام في جمعية ذاكرات ، رنين جريس التي تعمل بالجمعية منذ عام 2004 ، وقالت عن المهرجان : هو مهرجان ينظم لأول مرة في البلاد وربما لأول مرة عالميا ، حيث لم يكن سابقا أي مهرجان يعرض أفلاما فقط عن النكبة والعودة ، ونقيم هذا المهرجان بهذه الفترة التي تتزامن مع ذكرى 66 عاما على قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين ، هذه الذكرى المهمة التي أشعر وللأسف الشديد بأنها مغيبة عن نشاطاتنا الوطنية ، فهذا القرار كان من أهم عوامل الصراع الموجود ، فهو عبارة عن نقطة تحول تم بعده بعام تهجير الآف الفلسطينيين عن أرضهم .
وتابعت جريس: اذا سألت اي يهودي عن العام 1948 يقول لك ان اليهود وقتها هم من وافقوا على قرار التقسيم والفلسطينيون رفضوا وبالتالي وقعت هذه الحروبات ، ونحن في ذاكرات نؤمن بحق عودة اللاجئين ، لأن ذلك يضمن ولأول مرة في هذه المنطقة حياة عادلة ومتساوية ، حلا عادلا ليس كالذي يراه أبو مازن بالخروج من المستوطنات فقط وإعلان القدس عاصمة فلسطينية .
عن الأفلام قالت رنين جريس : هي أفلام لمخرجين فلسطينيين ، يهود إسرائيليون ويهود من العالم وقد تم في اليوم الأول عرض 5 أفلام صنعت خصيصا لتعرض بهذا المهرجان أحدها فيلم للمخرج سليم أبو جبل إسمه "براكية" يتحدث عن فلسطيني من حيفا وزوجته ومعاناتهم ، وفيلما آخر للمخرجة الشابة من مدينة الناصرة منى ضاهر اسمه "أبو عرب" يتحدث عن جدها المهجر من صفورية والحوار الجيل الأول للنكبة والجيل الرابع .
مثال للعمل المشترك
وقالت رنين عن جمعية ذاكرات "زوخروت" : هي جمعية تطالب باعتراف اليهود بمسؤوليتهم تجاه ما حصل في النكبة ، وتطالبهم بتصليح ما حصل ، النكبة المستمرة اليوم من انتهاكات للحقوق بسبب أن اليهود رافضون بهذا فإن الجمهور الأساسي للجمعية هو الجمهور الإسرائيلي ، وهي جمعية تمثل العمل المشترك الحقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
الأصوات العنصرية اليمينية ، تعودنا عليها
وعقبت عن الأصوات اليمينية المتطرفة التي تعارض المهرجان قائلةً : هذه الأصوات لا تضايقنا فقد تعودنا عليها ، بل هي عبارة عن دعاية لنا ، فعندما ينشرون بوسائل الإعلام عن المهرجان فهذه فعلا دعاية ، لسنا متفاجئين فزوخروت لم تكن يوما مقبولة في الشارع الإٍسرائيلي ، وردود الفعل العنيفة هذه تثبت كل قضية ديمقراطية الدولة وعنصريتها ، نحن متعودون على ذلك لدرجة أنهم أحيانا يتظاهرون أمام كل نشاط نقوم به ، وقد حاولوا التوجه لمدير سينماتك تل أبيب والضغط عليه لكنه رفض وهو شخص يدعمنا .
وأنهت رنين جريس حديثها : هذه أول تجربة ، حلمي أن يكون المهرجان سنويا ويأخذ صدى أكبر ، نظمناه بتل أبيب بقلب المجتمع الإسرائيلي ، وهدفنا المزيد من النجاح والتطور بالمستقبل.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
"ذاكرات