على وقع أنغام الموسيقى الشرقيّة الرائعة، وتخليدا لإرث الموسيقار العظيم محمّد القصبجي، أقامت فرقة ترشيحا للموسيقى العربيّة عرضها الأوّل من بين سلسلة عروض، تحت عنوان "رق الحبيب"، وذلك في القصر الثقافي في معلوت في 12.10.13.
إكتظّت القاعة بأكثر من ٥٠٠ مشارك من عشّاق الفن، والذين توافدوا من كل قرى المنطقة لقضاء ليلة طربيّة أصيلة. وكعادتها، كانت الفرقة رائعة، وفاق أداءها مستوى التوقّعات، حتّى انفعل معها كل من في القاعة.
إفتتح الأمسية السيّد وديع خوري، الذي خصّص كلمته لذكرى الفنّان الراحل وديع الصافّي، حيث أعرب عن أسفه لرحيل أحد أعمدة الفن العربي المُعاصر، واصفا إيّاه "بالأرزة الصامدة التي خسرها لبنان".
وطلب السيّد خوري من الحضور الوقوف دقيقة صمت على روح الفنّان الراحل، فيما كان صوته الجبليّ يصدح في القاعة في موّاله الشهير "لبنان يا قطعة سما".
من بعده تحدّث قائد الفرقة الفنّان نسيم دكور، حيث وجّه للصافي كلمة مؤثّرة قال فيها "يا حياة لم تنتهِ ويا قلبا لم يمُت. بإمكانك الآن أن تُحلّق حرّا طليقا كعصفورة النهرين، تمرّ على المينا وتحيي البحريّة والريّس، وتطمئن على البيوت الصامدة في الجنوب".
كانت البداية لمعزوفة "ذكرياتي" ومن ثّم أغنية "ليه تلاوعيني"، واللتان قامت الفرقة بأداءهما، لتبدأ بعدها سلسلة اغاني وأداء فردي ألهبت مشاعر الجمهور الذي صفّق لها طويلا.
أوّل هذه الأغاني كان مع الفنّان الشاب شادي دكور، والذي غنّى "إنت فاكراني ولّا ناسياني"، لتأتي بعده الفنّانة ليلى صباغ مع أغنية "إمتى هتعرف"، والتي تمايل الحضور على ألحانها العذبة. بعدهما إعتلى الفنّان ماجد عزّام المنصّة مع أغنية "قطفنا الورد"، لتنتهي الفقرة الأولى من الأمسية مع الفنّانة الشابّة ورود جبران وأغنية "أنا الي أستاهل"، وسط تصفيق من الحضور الذي كان بانتظار المزيد.
بعد الإستراحة، كان الحضور على موعد مع الفنّان الفذ هاني بحّوث، والذي قام بأداء أغنية "رق الحبيب" بشكل مُتقن رائع، جعل الحضور يقاطعه عدّة مرّات بالتصفيق. من بعده عادت الفنّانة ورود جبران لتقوم بأداء أغنية "ما دام تحب"، ليليها الفنّان إلياس معيكي وصوته الشجيّ مع أغنية "الزهر في الروض". نهاية العروضات الفرديّة كانت مع الفنّانة ميّادة عزّام وأغنية "بتبص ليه كده ليه" والتي فاجأت الحضور بعذوبة وجمال صوتها الاصيل.
مسك الختام كانت معزوفة "يا صباح الخير يللّي معانا" والتي أدّتها الفرقة، ليطل بعدها الفنّان نسيم دكور ليشكر الحضور ويقدّم أعضاء الفرقة، وسط تصفيق شديد ومتواصل.
في طريق الخروج، كان لسان حال الحاضرين يقول "ولله أبدعوا". فعلا أبدعت الفرقة، بعازفيها ومطربيها وهيئتها الإداريّة، وشوّقتنا لحضور عروضاتها القادمة، لما فيها من أداء رائع يُغني الروح ويُسعدها.
[email protected]
أضف تعليق