"بيت لحم، الفيلم الوثائقي الذي سينجح بتجنيد عدد أكبر إلى صفوف الشاباك"، بهذا العنوان قيّم الناقد الأدبي لموقع "والاه" الإسرائيلي فيلم "بيت لحم" الذي كتبه المخرج يوفال أدلر بالتعاون مع علي واكد، مؤكدًا أن الفيلم هو الأنجح في تصوير الواقع المركّب الذي نتج بعد الإنتفاضة الثانية.

بالمقابل، قيّم الناقد الأدبي لصحيفة "هأرتس" اوري كلاين الفيلم "كأفضل فيلم" تناول الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، لكنه لم يخفِ أنّ -الفيلم- بارع في التلاعب الإيديولوجيّ، حيثُ أدخلت إليه أجندات خاصة بصورة دقيقة جدًا، لا يتم تمييزها إلا في نهاية الفيلم".

أما الصحافي جدعون ليفي فقد نشر مقالة عنونها بـ "الكذب في فيلم بيت لحم" أوضح خلالها أن الفيلم لا يعكس إلا رغبة إسرائيلية في تجميل جهاز الشاباك، هذا الذي يعمل "بدقة ونظام مع سكرتيرة خاصة مهتمة" في مقابل تشويه صورة النضال الفلسطيني والذي يظهر أنّ "الجشع والكذب والفساد" هم المُحرك.

وإذا كان هذا التقييم الإسرائيلي للفيلم، بهذا الشكل، فكيف يراه الممثل هشام سليمان الذي لعب فيه دورًا مركزيًا، حيثُ أدى دور قائد كتائب شهداء الأقصى.



الفيلم ناجح وحصد جوائز عدة!

خلال حديثه لموقع "بكرا"، قال الفنان هشام سليمان: "لقد حصد فيلم بيت لحم عدة جوائز في مهرجانات عالمية، كما حاز مؤخرًا على أفضل فيلم في مهرجان حيفا واقتنص ستة جوائز في الأوسكار الاسرائيلي، وسيتم ترشيحه للأوسكار العالمي، إضافة الى أصدائه على المستوى العالمي، ليس فقط مضمونًا انما سينمائيًا أيضًا.

إذًا- يتابع الفنان هشام سليمان: "الحديث هنا يدور عن فيلم يثير ضجة عالمية، وهذا أمر يحدث مرة واحدة في العشرة أعوام، ففيلم بيت لحم متقن فنيًا، ودون ادنى شك صانعيه بذلوا جهدًا كبيرًا وأثبتوا جدارتهم من خلال الفيلم، وعلى ما يبدو فإنّ موضوع الشاباك الاسرائيلي يثير اهتمام الفنانين والرأي العام، إذ سبقه في ذلك فيلم وثائقي اسرائيلي يتحدث عن الشاباك وهو الآخر حاز على جوائز عدة".

لا يعقل أن نبقى على صناعة أفلام "رامبو"، والفيلم لم ينحز لطرفٍ معيّن!

تابع الفنان هشام سليمان: "إنّ الفن بشكل عام خُلق حتى يسمع المشاهد وجهات نظر تتعارض معه، والا ما حاجتنا للفن عندما يضع طاقات جبارة حتى يتفق مع وجهة نظرنا ويتعاطف معنا، وهذا يسمى باللغة الفنية "فن سطحي متخاذل". وفيلم بيت لحم استطاع أن يثير الجدل لدى الجمهورين الإسرائيلي والفلسطيني على حدٍ سواء، لأنّ الفيلم لم ينحز لطرفٍ معيّن، إنما حاول أن يؤكد أنّ كلا الطرفين في نهاية المطاف في حالة جنون بسبب الاحتلال والحروبات. واعتقد أنه لا يُعقل أن يُتوقع من فنان ملتزم بأن يصنع فيلم "رامبو" الذي يحكي قصة فلسطيني قادر على ان يتغلب على عدوه مواجهًا كافة الصعوبات والتحديات، فهذه الافلام لا تتلائم مع المقايس الفنية العالمية، أو أن نُماثِل فيلمًا مصريًا يحكي قصة "الود الجدع" الذي يتغلب على جميع المصاعب وهناك الرجل الشرير والرجل الخيّر، وربما هذه إحدى الأسباب التي لعدم نجاح السينما العربية في الوصول إلى العالمية، لانها انحصرت في مربع ضيق مضمونًا وشكلاً، واهتمت بالسينما التجارية لضمان الأرباح".

أليس هذا الواقع، فلماذا نخفيه إذًا؟!

وأختتم الفنان هشام سليمان رده قائلاً: "في حالة فيلم بيت لحم توقّع المشاهد الفلسطيني تصوير اليهودي مع دماء تسيل من فمه وتخيّل مشاهدَ تؤكد على أنه مصاص دماء ونازي. نحن لا نتحدث عن هذا النوع من الفن، ففي فيلم بيت لحم يظهر الشاباك الاسرائيلي على حقيقته ، فرازي أو " تسحاي هليفي " ظهر في الفيلم مخلص لجهاز المخابرات وهو من قام بتجنيد الفتى الفلسطيني "سنفور"، كما يظهر في الفيلم العشرات من العملاء الفلسطينيين، الذين قامت المخابرات بتشغيلهم، وهناك عدة مشاهد تؤكد وحشية هذا الجهاز، إذًا عن ماذا يدور الحديث...؟ عن اللحظة التي نُشاهِد فيها رجل المخابرات يتعاطف مع الفتى الفلسطيني ويقرر إبعاد الخطر عنه أثناء عملية اغتيال اخيه؟! وحالة الفساد المتفشية في السلطة الفلسطينية والانشقاقات الداخلية، أليسَ هذا ما يحدث في الواقع...؟! أليسَ من الجدير بنا ان نستغل لغة الفن من أجل تسليط الضوء على زوايا معتمة، بهدف إطلاع المُشاهد على أحداث قد غابت عن ذهنه ونجعله يشاهد البازل كاملاً بوجهة نظر فنية؟! وللتذكير فقط، فبدوي "المقاتل الفلسطيني" يعبّر عن صمود المقاومة حتى النهاية ورفض التنازل للماديات وتحويل المقاومة إلى "بيزنيس" واختار ان يُعطي سنفور "العميل" فرصة لتصحيح خطأه. إذًا هناك توازن في القصة، فمن ناحية يُظهر الفيلم وحشية الشاباك الإسرائيلي مقابل الفساد المُستشري في السلطة، ومن ناحية أخرى يُظهِر إنسانية رجل الشاباك في لحظات معينة، في المقابل يظهر أيضًا صمود المقاومة".

قصة الفيلم

فيلم "بيت لحم" يوفّر إطلالة على العالم المظلم في جهاز المخابرات (الشاباك)، حيث تكون الوسيلة الأنجع لتفعيل العميل، هي من خلال أقرب الناس إليه.

ويتناول الفيلم العلاقات المركّبة التي تجمع بين رازي (تساحي هليفي)، مسؤول المخابرات عن قضاء بيت لحم وبين سنفور (شادي مرعي)، الشقيق الأصغر لقائد كتائب الأقصى في المدينة. يجنّد رازي سنفور كعميل وهو في الخامسة عشرة من عمره، ويستثمر وقتًا طويلًا في بناء علاقتهما. سنفور الذي نشأ تحت كنف شقيقه، يجد في رازي صديقًا وقدوة أبوية، شخصًا يؤمن به ويعتمد عليه.

وحين يُصبح، في السابعة عشرة من عمره، يجد سنفور نفسه مناورًا بين مطالب رازي وبين ولائه لأخيه، ويُضطر للعيش في حياة مزدوجة تجبره على الكذب على الاثنين. وعندما يكتشف الشاباك مدى تورط سنفور في عمليات شقيقه المطلوب، يجد رازي وسنفور نفسيهما في وضع صعب.

ولاحقا يتم إغتيال شقيق سنفور بعد إبعاد سنفور من قبل رازي عن البلد – بيت لحم- حتى لا يصاب، وبعد الإغتيال يتقرب سنفور من كتائب الأقصى ويتم الكشف عن هويته لتقوم كتائب الأقصى بطرح خيارين أمامه: إما القتل أو تنفيذ عملية إنتقام لأخيه- قتل صديقه رازي.

سنفور يلتقي برازي ويحاول في البداية إقناعه بأخذه إلى تل أبيب وبعد رفض الأخير يقوم سنفور بقتله بصورة وحشية.

يعرض الفيلم أيضًا معلومات عن طرق تجنيد عملاء الشاباك وأيضًا يتناول صراع الفصائل الفلسطينية وتعاون الأمن الفلسطيني مع الأمن الإسرائيلي.

عن طاقم الفيلم

تمثيل: تساحي هليفي (رازي)، شادي مرعي (سنفور)، هيثم عمري (بدوي)، ميخال شتملر (عينات)، افرات شناب (مايا)، هشام سليمان (ابراهيم)، جورج إسكندر (ناصر).

تصوير: يارون شرف. مونتاج: رون عمر. تصميم فني: يوآف سيني. موسيقى أصلية: يشاي آدر. 

ماكياج: اورلي رونين. ملابس: لي المبيك. اختيار الممثلين: ليرون زوهر ونعاما زلتسمان.

أنتج الفيلم "باي سراتيم" بدعم من صندوق السينما الإسرائيلي، المبادرة للسينما والتلفزيون في القدس، yes، شركة ارجوس وصناديق ألمانية وبلجيكية.

الصور بلطف عن صفحة الفيسبوك الخاصة بالفيلم 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]