اليوم الخميس، الثالث من أكتوبر القريب ستلتقي مغنية الأوبرا إيناس مصالحة، وعازف البيانو سليم أشقر عبود، واوركسترا "القدس" السيمفونية، وعلى ضوء هذا دار بيني وبين الفنانة إيناس مصالحة هذا الحوار الذي كشفت فيه بعض مِن البرامج المستقبلية: أينَ أنتِ اليوم؟!

إيناس مصالحة: "أنا بين هُنا في الوطن وبين هُناك خارج البلاد"

"أنا بين هُنا وبين لندن، أتواجد هُنا كثيرًا لارتباطي بعروضٍ فنية وتدريس تطوير الصوت لأجيال تتراوح أعمارهم بين الـ 14 عامًا وحتى الخمسين من العمر.

أضيف بصمة إلى أصواتٍ تستحق أن تتطور وأن تنجح، وهناك العديد من هواة تطوير الصوت، كلٌ وموهبته واحتياجاته.

تتابع إيناس:"اكتشفتُ أنه لا حدود لطموح أبنائنا، سواء أولئك الذين يرغبون بدخول المدرسة الشرقية أو الغربية، وأجدُ طلابًا يُبحرون بكل ثقة في عالم الموسيقى، ويتأثرون بالغناء الأوبرالي، فيترجمونه خلال التدريب بإبداعاتٍ وأصواتٍ واعدة".

تقول إيناس: "أنا سعيدة أنّ مجتمعنا يتطور، وأنّ لدينا جيلاً يافعًا قادرًا على اختراق عوالم معرفية والتبحُر في عوالم الانترنت واختراق جميع اللغات والاحتفاظ بمخزونٍ ثقافي، يُحسب لهم، ثم إنني طوال الوقت كنتُ أؤمن أنّ تطورنا يأتي بواسطة صغارنا، فهم أصحاب المستقبل الواعِد، وهم جيل النجاحات وتحقيق الانجازات".

الفن في ظل التحديات

تؤمِن الفنانة إيناس مصالحة، أنّ الفنون هي البديل للمآسي التي تعيشها الشعوب في العالم أجمعه، وأنّ فرحًا يُظلل أغنيةً أو لوحةً جميلة، هي بالتأكيد أروع مِن إنهاك البشر في حروبٍ ومجازر لا طائل منها، والضحية فيها هو إنسانُ وُلد أصلاً ليعيش حياة آمنة وهادئة.

عن الكونسيرت الاحتفالي

إنها المرة الأولى التي نستضيف فيها الفرقة السيمفونية القدس وهي فرقة عريقة تأسست في العام 1938 وكفرقة إذاعة لها باع طويل في نشر الثقافة الموسيقية الغربية الكلاسيكية، أضف الى ذلك بأنها تحضر الى الناصرة والمنطقة بقيادة ابن الناصرة سليم عبود أشقر. وهذه هي المرّة الأولى التي يلتقي بها سليم وإيناس بعمل مشترك وبهذا الحجم، والإثنان طلائعيان بمجالهما وواجها بشجاعة غير عادية كل المخاطر التي تحف بطريقهما الشائك ولم يقدما أي تنازل فوجودهما ليس بالأمر المفهوم ضمنيا ولا المفروغ منه. كما أنّها المرة الأولى أيضًا التي تغنّي إيناس للجمهور العربي بمرافقة فرقة سيمفونية كاملة (حوالي 70 عازفا). لقد فعلت ذلك في دور الأوبرا بتل أبيب وبرلين وميلانو وغيرها من المدن الأوروبية وقد حان الوقت أن تفعل ذلك للجمهور العربي. أما في القسم الأول من العرض الموسيقي فستقدّم إيناس بمرافقة الفرقة بقيادة سليم مجموعة من الآريات (غناء منفرد تؤديه شخصية هامة بأوبرا، غالبا ما تعبّر بواسطته تلك الشخصية عن الصراع الذي يدور بداخلها) من أوبرات من زبدة النتاج العالمي لفيردي وبوتشيني (إيطاليا) ودفوجاك (بوهيميا) وليهار (ألمانيا). وسنزوّدكم بترجمة كاملة لجميع الآريات.

وسيكون القسم الثاني حيثُ ستقدّم الفرقة بقيادة سليم رائعة هكتور برليوز السيمفونية الفانطازيا Symphonie Fantastique وهي سيمفونية عملاقة من ناحية البناء (95 عازفا) ومن ناحية طولها الزمني (حوالي ساعة كاملة) مكوّنة من 5 أجزاء (حركات) تحكي قصة موسيقي شاب، حساسيته مرهفة وله خيال جامح، يُسمم نفسه بالأفيون بلحظة نوبة حبٍّ يائس. لكنَّ السم المنوّم أضعف من أن يجلب له الموت، فيغطّ في نوم عميق مصحوباً بهذيانٍ غريب جدا، ليقوم عقله المريض بترجمة أحاسيسه ومشاعره وذكرياته الى أفكار وصور موسيقية. وتتحول المرأة التي يحبها الى لحن على شكل "فكرة ثابتة" يراه ويسمعه في كل مكان. وها هي حركات السيمفونية: الحركة الأولى: أحلام وشغف، الحركة الثانية: حفلة راقصة، الحركة الثالثة: مشاهد من القرية، الحركة الرابعة: المسيرة الى المشنقة، الحركة الخامسة: حلم سبت الساحرات

عازف البيانو سليم عبود

"طوّر سليم عبود أشقر دور البيانو بعناية فائقة، بعمق رؤية وبكمال طِقني إضافة الى رقة المشاعر في اللحظات الشاعرية الحساسة، وكانت الخاتمة مزيج من سيطرة كاملة بمستوى عزف رفيع وبراعة لؤلؤية" .

ولد سليم في الناصرة، أنهى دراسته الثانوية بمدرسة الموهوبين في القدس، نال لقبه الأكاديمي الأول بالعزف على البيانو من الأكاديمية الملكية في لندن وأكمل دراسته بالعزف للقب الثاني والثالث بالمدرسة العليا للموسيقى في هانوفر في ألمانيا. قدّم سليم عرضه الأول في قاعة كارنيجي في نيويورك وله من العمر 22 عاما، ومنذ ذلك الحين عزف سليم مع الفرق الرائدة في العالم كفلهارمونية فينا، الفلهرمونية الإسرائيلية، سمفونية شيكاغو، فلهرمونية لاسكالا (ميلانو)، الجيفاندهاوس في لايبتسغ، السمفونية الألمانية في برلين، سمفونية الراديو في برلين، ماجيو موسيكالي في فلورانس، سمفونية نيوزيلند، فلهرمونية بيرغين، فرقة المارينسكي في سانت بيترسبورغ وفرقة المسرح الملكي الدنمركي. قدّم سليم في الموسم الجاري عروضًا مع سمفونية لندن في بوخاريست ولندن، سمفونية الكونسيرتهاوس في برلين، الفرقة السمفونية الوطنية الدنماركية، فلهرمونية ليفربول الملكية وفرقة مركز الفنون الوطني في أوتوا في كندا حيث دعاه بنحاس تسوكرمان، ومن العروض المقبلة في الموسم القادم، عرضه الأول مع فرقة الكونسيرتجيباو الشهيرة في أمستردام. سيصل الينا سليم مباشرة بعد تسجيلات تاريخية لكونشيرتات مندلسون للبيانو مع فرقة الجيفاندهاوس في لايبتسغ وعروض بمهرجان بيتهوفن في بون ومكسيكو سيتي عاصمة المكسيك ورسيطال للبيانو في رام الله وبيت لحم. نعم فهو ابن العالم من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه سفيرا حضاريا لشعبه ولكنه يعود دائما الى بلده وشعبه ليلهم الشباب ويمتعنا بعزفه وبقيادته للفرقة.

عن جمعية أورفيوس

تأسست بهدف نشر الموسيقى الكلاسيكية الغربية بين الجمهور العربي في البلاد، ومن أجل إنشاء أجيال متمكنة من هذه الموسيقى بحيث تكون قادرة على مخاطبة شعوب العالم ونخبها الفنية والثقافية. وفي هذه المناسبة عبّرت جمعية أورفيوس عن اعتزازها بالانجازات التي تمت خلال السنوات العشر الماضية، في جميع مجالات نشاطاتها، وبالقفزة التي أحدثتها في الوعي والنشاط الموسيقي الكلاسيكي في المجتمع العربي في البلاد.

يقول دعيبس عبود أشقر، مؤسس الجمعية ومديرها العام: "لقد عملنا على تعليم الموسيقى في المدارس على آلات النفخ، مثل: الكلارينيت، الناي الجانبية، البوق، سكسافون. وتحملت الجمعية جلّ كلفة التعليم. ومن هذا البرنامج انبثقت فرقتا آلات النفخ: الفرقة الكلاسيكية وفرقة الجاز". ويضيف عبود: "لقد كان أحد أهداف هذه البرامج هو اكتشاف مواهب وتطويرها. وباعتزاز يمكنني القول أن هنالك اليوم، ونتيجة هذا النشاط، أسماءً مبشرة بمستقبل لامع في عالم الموسيقى الكلاسيكية وبالذات في العزف على آلات النفخ".

المجال الهام الآخر الذي تعمل فيه جمعية أورفيوس هو كشف طلاب المدارس على الانتاج الكلاسيكي، حيث يتم تنظيم كونسرتات، يشاهدها، سنويًا، 1000 طالب على الأقل، وأحيانًا أكثر. وفي هذا الصدد يقول عبود "لقد لمسنا أن هنالك تعطشًا لهذه الموسيقى بين الأجيال الصاعدة، ومجرد الانكشاف لهذه الموسيقى هو خطوة نحو تعميق الاهتمام بها والانطلاق لانجازات شخصية لدى الطلاب الموهوبين".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]