نقص الحديد هو النقص الغذائي الأكثر شيوعًا في العالم، ويُشكّل واحدة من مشكلتين رئيستين في مجال تغذية الأطفال اليوم.
يعتبر الحديد إحدى المواد الأكثر أهمية في جسمنا، وهو ضروري للمحافظة على عملية التمثيل الغذائي والصّحة الجيدة والسليمة ومنع فقر الدم. وتزداد أهمية الحديد أكثر وأكثر عندما يدور الحديث عن جسم الطفل الذي ينمو ويتطوّر بسرعة. عندما يقترب الطفل من عمر نصف سنة "تفرغ" مخازن الحديد في جسمه ويصبح بحاجة لإضافة الحديد إلى غذائه. حتى الحديد الموجود في حليب الأم، الذي يتم إمتصاصه بشكل جيّد في جسم الطفل، لا يُمكنه أن يزوّد جسم الطفل بكل إحتياجاته من الحديد في هذا العمر.
لذلك تنصح وزارة الصّحة بإضافة مستحضر حديد وقائي للطفل إبتداءً من إنتهاء الشهر الرابع من عمره وحتى عمر سنة ونصف. وبحسب توجيهات وزارة الصحة يجب إعطاء 7.5 ملغم حديد منذ إنتهاء الشهر الرابع ولغاية إنتهاء الشهر السادس و 15 ملغم من بداية الشهر السابع وحتى عمر سنة ونصف. يمكن التوقف عن إعطاء مضاف الحديد في عمر 12 شهرًا للأطفال الذين أجري لهم تحليل دم (CBC) ولم يتبيّن أنهم يُعانون من فقر الدم.
قد يكون لنقص الحديد تأثير على التطوّر الذهني لطفلك، ويتبّين من أبحاث كثيرة أن نقص الحديد في جيل الطفولة يضرّ بتطوّر الطفل وبقدراته العقلية. وتُشير أبحاث أخرى إلى أن الضرر جرّاء نقص الحديد قد يكون طويل المدى: هناك أبحاث تُظهر أن الأطفال الذين عانوا من فقر الدم في العامين الأولين من حياتهم كان أداؤهم العقلي مُتدنّيًا أيضًا في عمر 5-6 سنوات، حتى لو لم يكن لديهم فقر دم في ذلك الوقت.
الطفل المُصاب بفقر الدم هو طفل غير مبالٍ ومُرهق أكثر، وَجَوْدة حياته منخفضة. وقد أثبتت الكثير من الأبحاث أن إعطاء إضافة حديد للطفل تمنع تطوير فقر الدم وتمكّن من زيادة الوزن بصورة أفضل وزيادة طول الجسم وحجم الرأس. كذلك إعطاء إضافة حديد يمكّن من تطوّر ونموّ دماغ الطفل وقُدراته الحركية والعقلية المهمّة، بصورة أفضل.
ما هي الأغذية الغنّية بالحديد التي تمّت ملاءمتها للأطفال؟
أولا، يجب أن نتذكّر أن متيرنا غنية بالحديد وفق متطلبات معاهد المواصفات الخاصة بأغذية الأطفال وتزوّد الطفل بكل إحتياجاته. كذلك فإن إستعمال بديل الحليب الغني بالحديد يُساهم في تخزين الحديد في "مخازن" الجسم ويُساعد في منع نشوء نقص الحديد في وقت لاحق.
عندما ننتقل إلى الأغذية المكمّلة، لأنه في نهاية المطاف سنقلّل وجبة من بديل الحليب ونضيف وجبة من الغذاء الصلب، علينا أن نعرف أنه بحسب توصيات وزارة الصحة يجب إختيار أغذية غنية بالحديد، كذلك توصي وزارة الصحة بإغناء وجبات الطفل بعصائد الحبوب الغنية بالحديد، وبالطبع بالـﭭـيتامينات والمعادن الأخرى .
وهناك أيضًا الأغذية التي مصدرها حيواني مثل لحم الحبش ولحم البقر، ومن المهم إدخالهما إلى وجبات الطفل بالشكل والنسيج الملائمين لعمر الطفل وتطوّره. مثلا، من المهم أن نضيف إلى الشوربة المطحونة وجبة لحم حبش أو بقر مطحون فور البدء بإعطاء الطفل الخضروات المطحونة كشوربة وإقباله عليها. من المهم الحرص على إجراء فحص دم للطفل في عامه الأول (بحسب توجيهات الطاقم المُعالِج)، وذلك للتأكّد من سلامة "مخازن" الحديد.
[email protected]
أضف تعليق