سنتان بعد عرض "الزمن الجميل" الأغاني الطربية الجميلة، يطل علينا الفنان الحيفاوي المتألق علاء عزام بعرض جديد بعنوان "مش عارف، وذلك بالتعاون مع كل من "جمعية الشباب العرب– بلدنا" و" حماية – الجمعية لحقوق الشباب العرب في إسرائيل" يشمل مجموعة من أغاني عزّام الهادفة التي ستقدم للجمهور لأول مرة إلى جانب مقطوعات موسيقى آلية من تأليفه. 

لماذا "مش عارف"

ويقول علاء عزّام لـ"بكرا"، حول الفكرة لتسمية العرض وسبب اختياره لهذا الاسم غير المعهود "مش عارف": "الفكرة لتسمية العرض بـ"مش عارف" كانت في أعقاب سؤال بعض الأصدقاء حول الاسم، فالأغاني تتطرق لمواضيع مختلفة، ويسألني أحدهم إذا كنت سأختار اسم إحدى الأغاني عنوانا للعرض، فقلت له "مش عارف"، فقال "والله فكرة جيدة"، ومن هنا انطلقنا مع هذا الاسم. رغم أنني "عارف".

ويضيف:"قبل خمس أو ست سنوات أقمت عرض "لب الحديث" الذي شمل نقدا سياسيا واجتماعيا، وطرحت فيه العديد من الأسئلة، حول المجتمع والوضع السياسي، كوني فلسطيني الداخل، أو حتى كوني فلسطينيا عامة، وهذا أمر فيه الكثير من الأوجاع والمآسي، لدينا الكثير مما نقدمه كفنانين على أمل أن نوصل مشاعرنا للناس، وإذا أمكن أن نوّعي عبر الأغنية، أو على الأقل إيصال رسائل معينة بطريقة خفيفة ظل وتصب في الوقت ذاته بمصلحة شعبنا".

العروض السابقة التي قدمها عزّام، تضمنت العديد من الأغاني التي تطرح أسئلة حول أوضاعنا كأقلية فلسطينية في البلاد، وأسئلة بخصوص قضايا مجتمعية، إلا أنه يبدو أن هذا العرض سيقدّم الأجوبة.

ويقوّل عزّام: "فكرة "مش عارف" جاء من مبدأ ألا أسأل هذه المرة أسئلة جديدة، وقسم من الأغاني تجيب على أسئلة طرحتها في السابق، ويشمل العرض أجوبة للعديد من الأسئلة، منها اجتماعي ومنها الإنساني العام ، وبالطبع أيضا سياسي، وحبا للبلد وقناعة وإصرارا على أنه واجب علينا مواصلة المسيرة وأن نبقى بأكثر الإمكانيات الموجودة نحارب أي قمع أو إزعاج أو أي شيء يقلل من احترامنا وما شابه"..

أغاني سياسية واجتماعية ناقدة وثاقبة

"بيوم الانتخابات خذ ضميرك هات".. أغنية أطلقها الفنان الحيفاوي عبر موقع اليوتيوب في فترة الانتخابات الأخيرة، ولاقت استحسان الجمهور، ستكون أيضا ضمن العرض "مش عارف".

ويقول عزّام: "حتى الآن لم تعرض كثيرا، فقط في أمسيات تكريمية وسنعرضها لأول مرة بتوزيع كامل مع الفرقة الموسيقية، هناك العديد من الأغاني الأخرى التي تتطرق لمواضيع كثيرة. إحدى الأغاني اسمها "ماضي المستقبل" والتي تتحدث عن حب الإنسان وتشبثه في الماضي وخوفه من الحاضر والمستقبل، فيعمل حسابات كثيرة للمستقبل، ويسأل عن الماضي دوما، فهو بكل رغباته وإرادته متشبث بالماضي وفي الوقت ذاته قلق من المستقبل وكأن الحاضر لا مكان له. كما أن هناك أغنية سياسية تقول "هدّم كسّر"، ولنبقيها مفاجأة. الأغاني جديدة وتختلف عما سبق. فأحاول عبر العرض تقديم أغاني مختلفة بأنماط مختلفة، وتوزيعات مميزة".

التواضع: تفاءلوا بالخير تجدوه

ويشير علاء إلى أنه يكتب بعض الأغاني وليس كلها، ويقول: كتب لي الدكتور عنان عباسي بعض الأغاني، خير فودي أيضا، ومعظم الألحان ألحاني لست شاعرا، لكني أكتب أغنية، وبالأحرى أكتب مشاعري وما أحس به"..

عن توقعاته للعرض قال عزام: "دائما أقول "تفاءلوا بالخير تجدوه"، وأنا دائما متفائل بالخير، وما تربحه ليس هاما، أن كان ماديا، أو شهرة، أو محبة الجمهور واحترام الناس لعملك، كل الأمور الايجابية متفائل بها دوما. فبكل خسارة لا بد أن تربح. فحتى الخسارة المادية فيها ربح ما، فتتعلم درسا، والدروس مكلفة لا بد. لذلك منذ بضع سنوات بدأت أؤمن إيمانا مطلقا أنه هناك ربح بكل خسارة بل أن الربح أكبر... وبدون أي رقم ولا يهمني كم عدد الجمهور، بل كلما كان أكبر الجمهور هذه فرصة لي لأقدم لأكبر عدد من الناس واعبر عن مشاعري، لذلك أنا متفائل بالخير".

"الفنان الذي لا يضيف شيء للفن يكون هو مضاف إليه"

وحول رأيه في الفن العربي يقول عزام إنه متشبث بالفن الأصيل وتطوير الخامة الصوتية، وينبذ الفن الرخيص، بل أن رأيه صارم جدا في هذا الشأن، ويضيف: "مسألة التذوق وحب الثقافة وحب الفن ليس أمرا بسيطا، فمنذ عشرات السنين تعاد الأغاني على بعضها البعض، وتدور حول كلمة "بحبك" والفكرة ذاتها، هجرته وهجرها وما شابه، كل المواضيع تشبه بعضها، من أضخم المطربين في العالم العربي إلى أصغرهم، رغم أنه هناك في بعض الأحيان، نوع من الموجة التي تذهب وتعود لتتكرر من جديد بنفس السخافة ونفس المستوى المتدني، فتظهر فنانة، ويسألها مذيع ما عن الإغراء، ورغم كونها اشتهرت بفضل الإغراء فقط، فتقول "أنا فنانة"! أين الفن؟ أين المواضيع الجديدة؟؟ شخصيا، تحضرني مقولة لمحمد عبد الوهاب الذي قال أن "الفنان الذي لا يضيف شيء للفن يكون هو مضاف إليه".. وفعلا العديد من الأسماء التي نسمع عنها، فنانات تستخدم الإغراء لشهر أغانيهم، ولكن إذا نظرت إلى نسبة المبيعات لألبوماتهم ترى أنها منخفضة، بينما نسبة مشاهدة الكليبات مرتفعة جدا، وهذا يدل أيضا على أن شعبنا يبحث عن الأمور السخيفة والترفيه الرخيص. وللأسف الدعايات على كل شيء موجود بالدنيا، يتم عبر الجنس والشهوة"...

نحن شعب يريد التقدم والتثقف والتعلم

ويقول عزام شعبنا دائما يبحث عن الجوهر وهذا ما يهمه، موجود بشعرنا وأدبنا وثقافتنا دوما، ورغم انه يحاول في الفترة الأخيرة مواكبة أو تحدي الأرقام القياسية التي يصلها الفنانون الأمريكان أو الأجانب بمحاولة تقليدهم، ولكن التقليد بحد ذاته سخيف جدا وبطريقة رخيصة جدا.. أن تخرج مغنية مرت بعشرات عمليات التجميل والكل يعرف عنها لتشتهر لفترة معينة، ولكن ابحث عن الموسيقى لا تجدها".

ويضيف: "أوجه أصبع الاتهام إلى الملحنين والكاتبين أنفسهم والمنتجين، فكيف يقبلون التعاون مع فنانين سخفاء بهذه الدرجة؟ إلا إذا كانوا هم أيضا سخيفين مثلهم".

ويستطرد قائلا: "الإرادة تترتب على أريد أو لا أريد. فنحن شعب فعلا "أريد" أن نتقدم ونتثقف ونتعلم، ولكن لا يوجد إرادة لدى هؤلاء الذين يصنعون الفن أو يقدموه.. الفنانة مثلا ليست مستعدة لتعلم الموسيقى، بعد سنة سنتين تراها جاهزة لترتدي الملابس المثيرة وإصدار كليب لتشتهر، للأسف لأن الكل يشتهر بهذه الطريقة، باتوا مثل الغنم.. وآمل أن يتغيّر الأمر لأن الطريقة خطأ.. وان نبحث عن تقديم فنا خالصا".

أحب حيفا وسأعرض في الكرمل

وعن العرض يقول عزّام، وبشكل خاص حول التعاون مع جمعية الشباب العرب بلدنا:" العرض سيكون في 27/4/ في قاعة كريجر في حيفا في الكرمل الفرنسي بالتعاون مع جمعية الشباب العرب – بلدنا، هي إحدى أقرب الجمعيات إلى قلبي، وأحترم الجمعيات التي تعمل على توعية وزرع حضارة وثقافة وحب البلد وحب اللغة وكل شيء نتبع له، وزرع الانتماء الشعبي والثقافي وحتى على الصعيد المهني والاجتماعي... ويدعمون دوما الفنانين والموسيقيين والمبدعين، وكذلك الناس تدعم الفنانين الذين يتعاملون معهم، فيشرفني أن أتعامل معهم وأقدم عرضا موسيقيا أقدمه لأول مرة، فهذه مجموعة تستحق الدعم المعنوي على الأقل"...

وبعد الحديث عن الوطنية وحب البلد كان لا بد أن اسأله عن مدى حبه لمدينته الأم حيفا، فقال: "أحب حيفا بقدر ما لا أكره شيئا"...

يشار أن ضيوف الحفل هم الملحن وعازف العود رمسيس قسيس, المؤلف والموسيقي خير فودي والفنان محمود شلبي. كما سيرافق علاء في هذا العرض على العزف كل من: درويش درويش – قائد الفرقة الموسيقية وعازف كمان، ريمون ضو - بيانو/أكورديون، أسامه بشارة – قانون، إيهاب دروبي – جيتار، أدهم درويش – باس، وسام عرام – إيقاع، محمد هواري – دف، أمين أطرش - درامز. وككورال: سليم خوري, نور درويش, رلى دياب، مريء مرعب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]