27 يوما تفصل المصور والمخرج الفلسطيني عماد برناط عن إعلان الفيلم الفائز بجائزة الأوسكار، بعد وصول فيلمه (خمس كاميرات مكسورة) لقائمة أفضل خمسة أفلام وثائقية مرشحة للحصول على الأوسكار.
تنقلت عدسة الكاميرات الخمسة التي وثقت تجربة المقاومة الشعبية في بلعين التي انطلقت عام 2005 بعد ولادة ابنه الصغير جبريل بأيام قليلة، بين المسيرات السلمية الأسبوعية، والبناء الاستيطاني المستمر بالقرب من القرية، وإحاطتها بجدار الفصل العنصري.
برناط (41 عاما)؛ حمل فلمه ليعرضه في العديد من دول العالم الأوروبية وأميركا، ليحصل الفيلم قبل ترشيحه لجائزة أوسكار في خانة الأفلام الوثائقية، على اهتمام وتقدير الناقدين الأمريكيين والغرب.

تصويره لاعتداءات جيش الاحتلال إلى تكسير كاميراته الخمسة بطرق متفاوتة

تعرض برناط أثناء تصويره لاعتداءات جيش الاحتلال إلى تكسير كاميراته الخمسة بطرق متفاوتة، وإصابته بالاختناق في العديد من المرات، حتى أصيب بحادث اصطدام جراره الزراعي أثناء سواقته بصور الفصل العنصري ونقل على أثرها إلى إحدى المستشفيات الإسرائيلية لتلقي العلاج لمدة شهرين متواصلين، قضى 21 يوما منهم في غيبوبة.
برناط قال عقب عرضه فيلمه، مساء اليوم الاثنين، في قصر رام الله الثقافي، إن الفيلم الذي يتحدث عن المقاومة الشعبية السلمية في قرية بلعين غرب رام الله، يتناول قصة شخصية وتلخيصا مباشرا للمقاومة الشعبية السلمية في بلعين، التي يهددها زحف المستوطنات الإسرائيلية، وجدار الفصل العنصري.
وأضاف أن الفيلم 'عبارة عن تصوير توثيقي لوقائع الحياة اليومية الخاصة في قرية بلعين التي مرت بتغييرات كبيرة منذ عام 2005، حين بدأ جيش الاحتلال بالاستيلاء على مئات الدونمات لبناء جدار الفصل العنصري وتوسيع المستوطنات خلف الجدار على حساب أراضي المواطنين، ومقاومة أهالي قرية بلعين الشعبية السلمية ضد هذه الإجراءات.

الفيلم حقق ردود فعل قوية متضامنة مع القضية الفلسطينية

وأشار إلى أن الفيلم حقق ردود فعل قوية متضامنة مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بعد عرضه في العديد من دول العالم وحصوله على 30 جائزة عالمية، أبرزها في مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (إدفا) ومهرجان سان دانس في الولايات المتحدة.
وأعرب عن أمله الكبير في حصول الفيلم على جائزة الأوسكار لأنها جائزة لفلسطين والقضية الفلسطينية، ويعكس حياة ومعاناة شعبنا، مبينا أن هناك شريك إسرائيلي معه في الفيلم ساعده في الجزء الأخير من الفيلم، وهو ناشط سلام إسرائيلي والمساعدة شخصية إنسانية، وليست دولية، وبذلك الفيلم فلسطيني بامتياز وليس فلسطيني إسرائيلي.
وقال برناط 'مازلت أحتفظ بالكاميرا السادسة وهي دائما تكون موجودة معي، لأنها تعتبر سلاحي، وأصور بها كل ما يحدث من مسيرات انتهاكات إسرائيلية، إضافة إلى مراقبة أبنائي وهم يكبرون أمامي، خاصة جبريل الذي رافق الفيلم منذ مولده حتى انتهاء الفيلم'.
وأضاف 'كنت في الكثير من اللحظات قريبا جدا من الموت، فكنت على بعد 30 مترا فقط، عندما أطلق أحد الجنود الإسرائيليين رصاصتين استقرتا في الكاميرا التي أحتفظ بها كشاهد على الأحداث، كما ما زلت أحتفظ أيضا بالكاميرات الأخرى التي دمرها الجنود'.
وأشار إلى أنه توجه إلى العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والعربية لإنتاج الفيلم لكن لم يلقى أي ترحيب من أي أحد في ذلك، ولم يتم تقديم أي مساعدة لي في ذلك.

ما زلت أعيش تلك اللحظات

من جانبه، أديب أبو رحمة أحد أبطال الفيلم الوثائقي، قال 'عندما شاهدت الفيلم شعرت أنني ما زلت أعيش تلك اللحظات، التي عشناها فعلا يوما بيوم، لأنه الحقيقة التي عشناها وليس فيلما من الخيال'.
وأضاف أنه فخر وعتزاز كبير للجميع بأن يصل هذا الفيلم إلى الأوسكار، لأنه تأكيد على عدالة قضيتنا الفلسطينية، وتأكيد على حرية المقاومة الشعبية التي بدأت بها بلعين، لتمتد إلى كافة أرجاء فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أننا نستطيع محاكمة الاحتلال الإسرائيلي بالاستناد إلى هذا الفيلم، لأنه توثيق على كل تلك الأحداث الإسرائيلية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]