بحضور سفير الاتحاد الاوروبي السيد أندرو ستاندلي وشخصيات فنية وجماهيرية أخرى اختتم بيت الموسيقى يوم الخميس 13-12 مهرجان أيام العود لشتاء 2012 في عرض موسيقي بعنوان "وبعدين" لعازف البيانو اكرم حداد وعازف العود سعيد سلباق.
افتتح العرض السيد عامر نخلة مدير معهد بيت الموسيقى بكلمة رحب من خلالها بسفير الاتحاد الاوروبي، شاكرا حضوره المهم لدعم مسيرة بيت الموسيقى، كما ووجه عامر رسالة شكر لرجال الاعمال، المؤسسات والجهات التي قدمت الدعم المادي والمعنوي لمهرجان أيام العود2012، مشددا على ضرورة استمرار هذا الدعم وأهمية وجوده. وفي ختام الكلمة رحب عامر نخلة بالعازفين المشاركين بالأمسية الموسيقية معلنا بدءها.
وسط تصفيق الجمهور اعتلى كل من أكرم حداد، سعيد سلباق، بمرافقة عازفي الايقاع الفنانيين يوسف حبيش وبشير شهاب إضافة إلى عازف الجيتارباس الفنان إيهاب دروبي المسرح، مفتتحين الأمسية بموسيقاهم التي عكست تواصلا فكريا وايديولوجيا حضاريا. "وبعدين" هو ثمرة عمل سنتين متواصلتين جمعت ما بين أكرم حداد عازف البيانو وسعيد سلباق عازف العود من مدينة شفاعمرو. من خلال هذه المسيرة بحث كل واحد منهم على ذاته الموسيقية ليقدموا عملا يصفون من خلاله هويتهم الموسيقية التي تعكس دراسة وادراك موسيقي عاليين.
بتأثر من موسيقى الجاز وأساليب شرقية وغربية أخرى استطاعوا أن يبهروا الحضور بحنكتهم الموسيقية حيث حملت كل مقطوعة اسما عكس عملية بحث فكرة، ورسالة مخبئة. "بلا اسم" مقطوعة" طوّل بالك"، معزوفات استوقفت الجمهور اسما ولحنا، ليضحكوا تارة ويتعجبوا تارة أخرى لما سمعوه من الحوارات الموسيقية التي دارت بين العازفين مصفقين بحرارة في نهاية كل حوار.
خلال الأمسية تحدث عازف العود سعيد سلباق إلى الحضور، موجها رسالة شكر عميقة لبيت الموسيقى، الذي حضن هذا العمل مهيئا كافة الوسائل والامكانيات لتحقيقه، مؤمنا بالقدرة الموسيقية لكل منهم وداعما لمسيرتهم الفنية. كما وشكر الفنان يوسف حبيش الذي أضاف من خبرته الفنية والموسيقية على العمل ليجعل منه أكثر اكتمالا كما وصفه سعيد، هذا وأثنى على المجهود الذي بذله عازف الايقاع بشير شهاب لجعل هذا العمل أكثر زخما.
وفي عودة موسيقية، استوقف عازف العود الجمهور بمعزوفة بعنوان "وبعدين؟!" لتتراكم الأسئلة حول الحاضر والمستقبل، حول الوضع الراهن والطموح لحالة اجتماعية وفنية أفضل.
يؤمن سعيد وأكرم أنه ومن خلال عملهم الموسيقي يستطيعون ان يرسخوا مفهوم موسيقي جديد، يعطي مساحة خاصة للتعبير الذاتي في سعي واجتهاد لتغيير موسيقي وحضاري عميق.
هذا واستضاف الثنائي موهبة غنائية جديدة من مدينة شفاعمرو ، بأسلوب غنائي رقيق وبتوزيع موسيقي مغاير امتزجت أغنية بيتك يا سيتي الختيارة للسيدة فيروز بصوت الشابة منار شهاب ليصفق لها الحضور بحرارة، مختتمين الأمسية بأغنية شد الحزام للسيد درويش.
ومن الجدير ذكره أن العمل الموسيقي "وبعدين" هو انتاج موسيقي خاص لبيت الموسيقى يأتي كغيره من الانتاجات الموسيقية التي يقوم بها بيت الموسيقى، بهدف دعم الفنانين المحليين ورسالتهم الفنية الهادفة، إذ يعتبر بيت الموسيقى مهرجان أيام العود فرصة لتعريف الجمهور المحلي على موسيقيين يعملون بجهد ليقدموا فنا راقيا بعيدا عن الابتذال إذ تتمحور أهداف معهد وجمعية بيت الموسيقى بخلق أطر موسيقية مهنية متعددة تحتضن الموسيقيين وتقدم لهم منصة لعرض ما في جعبتهم الموسيقية والفنية، إضافة إلى توفير فضاء تدريبي مهني للمهارات والمواهب الموسيقية الفتية والشابة ومساعدتها في تحقيق ذاتها.
تأتي الأمسية الختامية لمهرجان "ايام العود 2012" بعد سلسة من النشاطات الفنية والموسيقية التي بدأت باستضافة الفرقة الفرنسية سيمباليما مقدمين عرضا ايقاعيا مميزا في كونسرفتوار بيت الموسيقى بمشاركة اساتذة بيت الموسيقى أمين أطرش (درامز) ونايف (ايقاع) سرحان بالاضافة إلى طالب آلة الايقاع جريس نجار.
سبق العرض الموسيقي ورشة ايقاعات مميزة قدمتها الفرقة الفرنسية لطلاب الايقاع في بيت الموسيقى، حيث اختبر كل طالب العزف على آلة ايقاعية مشددين على ضرورة العمل الجماعي لخلق فضاء ايقاعي متناسق. حضر الورشة عدد من اساتذة بيت الموسيقى إضافة إلى نخبة من أهالي الطلاب.
في الأمسية الثانية لمهرجان أيام العود، كنا على موعد مع الفنانة امل مرقس في حفل غنائي مميز أخذتنا في رحلة إلى أعماق الروح وأدخلتنا بصوتها إلى دهاليز الذاكرة، الوطن، الحب والطفولة. قدمت امل مرقس مجموعة متنوعة من أعمالها الغنائية منها، حجار فوق حجار، قطعن النصراويات، إضافة إلى مجموعة من أغاني ألبومها الاخير "بغني"، حيث أدت وبشكل رائع اغنية "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" التي تمزج شعر محمود درويش مع موسيقى مأخوذة من المطربة الأرجنتينية العالمية مرسيدس سوسا، بمرافقة كل من أمين أطرش- درامز، نايف سرحان- ايقاع، مهران مرعب-القانون، جميل منصور- بزق وعود ونسيم دكور- كمان.
من خلال مهرجان أيام العود السنوي يعمل بيت الموسيقى على إحياء الموروث الموسيقي الشرقي عامة والفلسطيني خاصة وذلك عبر استضافة موسيقين عالميين ومحليين. يعتبر أيام العود وسيلة يتواصل بها بيت الموسيقى مع الجمهور المحلي مقدما من خلاله عروض ونشاطات فنية متنوعة بهدف خلق فضاء فني يهدف لزيادة الوعي وتنميته.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
ولله مؤثر جدا اخواني موسيقى سماوية رائعة...لي الفخر انني شاهدتكم