في بيتها الحيفاوي، التقيتُها، جئتُ لأستكشِف جديدها الفني، بعد غيابٍ لفيفيان بشارة عن الفنِ دامَ أكثر من سنتين. شدّني إلى البيتِ سِحرٌ صامت، وعزفٌ مؤجّل على آلة البيانو، وصوتٌ شجيٌ فيه شجنْ، وفي بيتٍ يجمعُ بينَ الآلات الموسيقية واللوحات الفنيّة التي اختيرت بذوقٍ رفيع. ذاك الهدوء في بيتها، ونبرةِ صوتها، أخذني إلى معرفةِ تفاصيلَ أكثْر عن مشروعها الفني الجديد، وهِيَ التي ستُطلق اسطوانة جديدة وتُقيم كونسيرت فني بتاريخ التاسع من كانون أول القريب. بادرتُ إلى السؤال عن بدايتها: "كنتُ أسمعُ أمي وهي تدندن بأغانٍ طربية، وأشاركها وأنا صغيرة، الاستماع لهذه الأغاني، وأسعَد بحديثها عن قريب العائلة سيمون شاهين، ووالده الموسيقي المعروف حكمت شاهين، ويبدو أنّ سِحرًا جعلني أذوبُ بهذه الأغاني حدّ العشقِ، ثمّ بدأتُ أتعلم الموسيقى في العاشرة من عمري في "كونسرفتوار – معهد روبين في حيفا"، درست العزف على آلة البيانو، واجتهدُ بتطوير صوتي وتعزيز أدائي الغنائي، ومع غنائي المنفرد في "فرقة ترشيحا للموسيقى العربية".

عروض فنية في الولايات المتحدة ومصر وحيفا!

كانت فيفيان بشارة، تحتاجُ إلى احتضانِ المقربين وأصحاب الفَن، كَيْ تتجرأ على عرض قدراتها الفنية، في حفلاتٍ داخل وخارج فلسطين، فرافقت الموسيقار العالمي سيمون شاهين في عروضٍ فنية في الولايات المتحدة، وهناك غنّت لليلى مراد وفيروز، فنالت الإعجاب. وفي العام 2004، شاركت في برنامج تنافسي فني هو "ستار ميكر سمعنا صوتك"، والذي عُرض في مصر، وشاهده ملايين، هُناك التفتَ إليها كبارٌ الملحنين المُشاركين بينهم حلمي بكر وحسن أبو السعود والشاعر الغنائي بهاء الدين محمد ومغنية الاوبرا جيهان الناصر، ونالَ صوتها وأغنيتها "ارجع تاني" الإعجاب، وحصلت على جائزة "في التميّز بالصوت".

وفي العام 2007 أقامَت حفلاً غنائيًا في قاعة كريجر في حيفا، بمشاركة 17 عازفٍ وفرقة رقص باليه وفلامنكو، حيثُ غنّت لكبار الفنانين العرب والعالميين، وبثلاثٍ لغاتٍ: العربية والفرنسية والإنجليزية. ومؤخرًا أطلقت ثلاث أغانٍ من ألبومها الجديد هي: "انا حبيت ، "أيام بتروح" والأخيرة "ضاع حبي اللي كان" هي النسخة العربية لأغنيةThe Winner Takes It All لفريق ABBA حيثُ لاقت نجاحًا بعد أن أذيعت محليًا وعربيًا (مصر والأردن والمناطق الفلسطينية)، إضافة إلى بثها عبر إذاعة مونت كارلو، في فرنسا، حيثُ نافست في برنامج "توب تين" الغنائي، واحتلت مرتبة متقدمة في اذاعات محليه و عربية مهمة في فلسطين, مصر والاردن واذاعه مونت كارلو في فرنسا. يُشار أنها انضمت مؤخرًا لجمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى SACEM في فرنسا، والتي تعد من اهم جمعيات العالم في مجال حماية التأليف الموسيقي، للحفاظ على أغانيها الخاصة.

استراحةُ مُغنيّة

في الإجابة عن سِر الإستراحة الفنية التي امتدت لأكثر من سنتين، قالت فيفيان: "إنها وقفة مع النفس، والسؤال عما أريدهُ في حياتي، جاءَ ذلك بعد قراري بترك مهنة التدريس للغة الإنجليزية، وتفرغي لعالم الموسيقى والغناء. كانَ لا بُدّ أن أتنفس عميقًا، وأبحثُ عن ذاتي، عما أريده من نجاحي، فجاءَ القرارُ ببصمةٍ خاصة بي، وحدي، دونَ غيري، أن أكتُب وألحّن وأغني بلغةٍ مِني وبمشاعري وأحاسيسي ألعفويه، وبعد عامين، جاءَ القرارُ على شكلِ ألبومٍ خاص بعنوان "أنا حبيت"، يتخلله ثمانية أغانٍ، سبعةٌ مِنها من كلماتي وألحاني، لكنّ التوزيع مختلف، يجمع بين الغربي والشرقي بتقنياتٍ وقدراتٍ وضعها الفنان الموسيقي والوزع مراد خوري".

تضيف فيفيان: "وضعتُ كُلَ جهدي ووقتي، ودعم الآخرين، مِن أجلَ ولادة الأسطوانة الجديدة، ومعها سأحلُم أن أطيرَ إلى العالم العربي والغربي، وأنّ أصِل بغنائي باللغات الثلاث: العربية والانجليزية والفرنسية لـ"مطارح بعيدة." وتصبو فيفيان بشارة إلى تقديمِ عروضٍ ومهرجاناتٍ عربية وعالمية، وأن تترك بصمة خاصة بها.

وتعترف بشارة أنّ جزءًا مِن ذهابها إلى الكتابةِ والتلحين، لأغانٍ رومانسية، أنّ شخصيتها هادئة، وفيها شجونٌ وحزنٌ، كان للجوِ العائلية الدافئ السبب فيه، خاصةً بعد رحيلِ عزيزيْن هما شقيقها الذي توفي في حادثٍ خارج البلاد، ووفاة والدها، فعزّ عليها فراقهم، وانزوت، لكنّ الآخرين مِن أسرتها رأوا فيها مغنيّة تحتاجُ إلى انطلاقةٍ واحتضان.

وعن الكتابةِ والتلحين قالت فيفيان: "لستُ شاعرة أو مُلحنة، أنا أكتُب وألحّن باحساسي العفوية، اشعرُ بالكلمةِ فأذوبُ فيها، وفي قلبِ مُتسّعٌ مِن الحُبِ والمشاعِرْ عبرتُ عنهُ في ولادة" أنا حبيت".

توأمان في ليلةٍ واحدة

تعمل فيفيان بشارة هذه الأيام بصورةٍ مكثفة، كي تستكمل العمل في توأمي روحها "اسطوانة أنا حبيت" والكونسيرت الغنائي الذي سيتم تقديمه في 9.12.2012 وفيه تجمع أغنياتها التي كتبتها ولحنتها، وبتوزيعٍ جديد وعصري لمراد خوري، بمشاركة عشرة عازفين يمزجون بين الآلات الشرقية والغربية، في مشهدٍ موسيقيٍ مختلف، يجمع ما بين: "القانون، البيانو، السكسافون، الدرامز، الكمنجا، الجيتارين الكلاسيكي والكهربائي، العود، والـbase، وستدمج هذه الآلات بين اللغات الثلاث الفرنسية، الانجليزية والعربية الطربية والسريعة.

وسيكون للمخرج نبيل عازر بصمته الخاصة، فهو المسؤول الفني عن الألبوم والعرض الغنائي والراقص المُرتقّب، إضافة إلى المساندة القوية للمنتجة ومنفذة المشاريع ماريان أبي نادر.

مغنيّة مع طموحاتٍ بلا حدود!

تؤكِد فيفيان بشارة أنّها ستقوم بسلسلة عروضٍ فنية في البلاد مِن حيفا إلى الناصرة ورام الله وسائر البلدات العربية، تعرض فيها جديدها، لكنها لن تكتفي بذلك، بل ستعرض ألبومها الجديد على جهاتٍ عربية وأجنبية. "إنها ليست حلمًا، بل هي واقعًا سيفرضه نجاحي وثقتي بنفسي، وبقدرتي على تأكيد هويتي الفنية، ومع طموحي الذي ليس له حدود سأصِل بعيدًا، إلى مهرجاناتٍ عربية وعالمية. وأعدُ مَن يثقون بِي أنني سأكون عند حسنِ ظنهم".
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]