"زاوية شارع الجبل وهجيفن"عنوان غاليري الفنون التابعة لبيت الكرمة، المركز الثقافي العربي اليهودي في حيفا، والذي ينكّب على خلق لقاء وحوار متعدد الثقافات. رمزيا، يشير مفترق الطرق الذي يقع عليه المركز، إلى حدود وملتقى، نظراً إلى الثقافات المختلفة التي تُحيل إليها أسماء الشوارع، أو بسبب موقعه الجغرافي على شارع الجبل (جادة هتسيونوت).
يعتبر شارع الجبل قناة مروريّة رئيسيّة في حيفا. ينحدر الشارع من أحياء المدينة الغنيّة، منطقة الكرمل الفرنسي ومدخل الكرمل، بإتجاه حيّ الهدار، وادي النسناس ووسط المدينة. إنها رحلة تصف الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية الواضحة بين أحياء متجانسة من ناحيّة قوميّة، عرقيّة، لغويّة وثقافيّة وأخرى لا تجانس فيها. عُبِدت طريق الجبل في القرن التاسع عشر، وقد حوّلت السلطات الإسرائيليّة إسم الشارع إلى »شارع الأمم المتحدة «تقديراً منها لقرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين، وفي العام ١٩٧٥ تم تغيير اسم الشارع مجدداّ إلى» جادة هتسيونوت « )حرفياً: جادة الصهيونيّة(، ردا على إعلان الأمم المتحدة رقم ٣٣٧٩ ، ولكن ما زال سكان المكان الأصليون يطلقون عليه إسم شارع الجبل.
يتمحور المعرض حول العلامة جغرافيّة والتي تلعب دور الملتقى والحدّ في آن، حتى وإن كان من الصعب تمييزها. ويدور حول مفهوم مفترق الطرق كنقطة تقاطع سبُل مختلفة، والذي يُشير في كثير من الأحيان إلى مركز منطقة جغرافية معينة، وغالبا ما يربط أجزاء قد يبدو تجاورها، في الوهلة الأولى، مستحيلا. وبشكل مجازيّ يُفهم مُفترق الطرق على أنهُ مُعضلة ومكان للتخبط أو كإشارة للتبدّل، ولهذا يبدو كالملتقى والحدّ، على حدّ سواء.
يستكشف المعرض مناطق التماس الضبابيّة، حيث نجد الفصل ولكن ايضا نقاط الإلتقاء بين الثقافات، القوميات، الهويات، اللغات والاختلافات الاجتماعية والاقتصادية. لا يتم تعريف الحدود بالضرورة من خلال فصل واضح، وأحياناً يستنفذ وجوده من خلال طريق، جسر أو بقايا ذاكرة تاريخية.
سيُفتتح المعرض شارع الخليل شارع الجبل في غاليري متسّع الفنون في القدس الموافق ٢٥ تشرين الأول. شارع الخليل يُسمىّ ايضاً شارع الجبل لأنه موجود على سلسلة جبال ويمتد جنوباً حتى الخليل وبئر السبع وشمالاً حتى الناصرة. هذا الطريق كالمحور، كخط ينفرد بين نقطتين متماثلتيّن أو متباينتيّن، يسمح بالانتقال من مكان إلى آخر، وعلى نقيض ذلك قد يرسِّخ الفروق والإختلافات.
الدمج بين حيفا والقدس ليس ببسيط، ويثير التعقيدات والإختلافات، إلى جانب أوجه التشابه بين المدن. حالتي الدراسة المحليّة-إسرائيليّة تشكِّل مرآة تعكس مواقع الاحتكاك / الإلتقاء بين قوميات وأقليات في بلدان ومدن اخرى مُشاركة في المعارض.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
كل اشي صغيرة لا الكرمة بنظرتي هوي كبيرة