سألتني بخفة ظل معتادة بيننا:"شو خلّصنا مقابلتنا الجدّية..؟"، فأجبتها بينما أضع قلمي فوق الورق المحمّل بحديثنا على الطاولة أمامنا:"آه.. خلّصناها..!"

فايمان بسيوني، التي كانت تعي جيدًا أن وقفتها الأولى على مسرح مركز محمود درويش كعريفة لأمسية ثقافية، للمرة الأولى، قبيل أعوام أربعة، لن تكون الأخيرة، وأنها، هي الآتية من مجال العمل الإجتماعي، ليست إلا وردة سيحتاج هندام إعلامنا المحلي لها كي تكتمل أناقته...
لم تكن تعرف أنني لم أكن معنيًا بكل الكلام الأنيق الذي تبادلناه في إطار رسمي بين صحفي ومقدمة برامج إنما ما كان يعنيني فعلاً هو حوار لطيف وعفوي بيننا كأصدقاء، يمنحني فرصة أخرى للتواصل معها كإنسانة تكشف عن آمالها، طموحاتها ومخاوفها أمامي...

عملي مع الأطفال المرضى يخلق التوازن في حياتي...

إيمان، التي تفكر اليوم بدراسة الإعلام، بعد أن بدأت رحلتها الإعلامية من خلال مصادفة  قادتها إلى تقديم برنامج الهواة "نيو ستار" بموسميه الأول والثالث، لتكون الوحيدة التي تسرق الأنظار رغم ازدحام الشاشة عند عرض البرنامج...

فلحضور، ابنة الناصرة، جاذبية خاصة وبإطلالتها سحر لا يمكنك إلا الاعتراف بقدرته على جعلك تجلس متسمّرًا أمام شاشتك الصغيرة...، استهلت حديثها باعترافها أن عملها في قسم علاج الكلى للمرضى الأطفال في مستشفى "رمبام" هو ما يخلق التوازن النفسي في حياتها، مشيرة إلى أن النجاح الكبير الذي حققته في برنامج "نيو ستار" كان من الممكن أن يوّلد لديها بعض الغرور غير المرغوب بوجوده، غير أن تعاملها مع الأطفال المصابين بفشل في الكلى وملامستها للوجع الإنساني بشكل يومي بحياتها أدى إلى خلق توازن نفسي لديها يمنعها من ارتكاب حماقة الغرور، بحسب تعبيرها، مضيفة أنها اليوم تفرح بأي نجاح تحققه لأنها تبذل جهدًا كبيرًا في سبيله.

تابعت:"إن دخولي مجال الإعلام لم يكن بالحسبان فشغفي الأساسي كان أن أدخل مجال التمثيل، ذلك لأنني أحلم دومًا أن أكون ممثلة تعبر بصدق عن قضايا مجتمعها ولي محاولات عديدة في هذا المجال منها مسرحية "زهرة الأرجوان" التي أخرجها محمد عطاالله وعمل آخر بعنوان "على خد الحُلم" للمخرج كامل الباشا، كما وقدمت عملاً تعبيريًا على وقع قصيدة الراحل الذي لن يتكرر محمود درويش "لا أنام لأحلم" وأخرجه محمد خليل الذي أنحنى احترامًا أمام موهبته الإخراجية..."(تابعوا الفيديو المُرفق).

لستُ راضية عن أدائي بـ "لا أنام لأحلُم..."

عن مدى رضاها عن الصورة النهائية لـ "لا أنام لأحلم"، قالت:"لا يمكن أن أخفي إعجابي بموهبة محمد وأنا راضية تمامًا عن جمالية الصورة واكتمالها فيما يخص عمله كمخرج، غير أنني لستُ راضية تمامًا عن أدائي داخل هذا الفيلم التعبيري القصير، فإنني أكيدة أنه كان بإمكاني بذل طاقة أكبر ليخرج هذا العمل بصورة أفضل مما نتج لكنني سعيدة بالتجربة طبعًا، فقد تم التصوير، الذي استغرق ثلاثة أيام كاملة، في بيت قديم في بلدة المكر بالإضافة إلى استعانتنا بالمسرح الخاص بمركز محمود درويش في الناصرة لتصوير مشاهد الرقص على خشبته، وقد كانت أيامًا جميلة بالنسبة لي وتجربة أغنتني بالفعل..."

هنا، انتقل بنا الحديث إلى جولة عروض "عاش البلد...مات البلد" التي أطلقتها والشاعر المبدع مروان مخول لتجوب عددًا من البلدات العربية بعرض شعري، راقٍ، في شباط العام الماضي، فعلّقت إيمان على الأمر مستذكرة:"لقد كانت تجربتي مع الشاعر مخول استثنائية، فقد تمكنّا حينها من تحقيق نجاح كبير بعروضنا الخمسة التي كان يتولى خلالها مهمة إلقاء قصائده بينما قمت أنا بعرافة الأمسيات، ولا بد من الإعتراف أن نجاح الجولة حقق لي اكتفاءً ذاتيًا وأنا سعيدة بها بحق وآمل أن تتكرر خلال الأعوام المقبلة."

إيناس مصالحة.. إنسانة ماسيّة!

عن مشروعاتها الحالية، قالت:"إنني أستعد أن أشارك مغنية السوبرانو الرائعة أيناس مصالحة جولة عروض لمشروع جديد عنوانه:"غنّي لي صلاة"، وقبيل أن أحدثك عن المشروع وفكرته اسمح لي أولاً أن أعترف بأن إيناس بالإضافة لكونها حالة فنّية جديرة بالثناء من لقاء موهبتها المتفردة بالدراسة والاجتهاد، هي أيضًا إنسانة ماسيّة لا يمكنني وصفها بالكلمات، أما فيما يخص "غني لي صلاة" فهو عرض فني ثقافي يضم مجموعة من الأغنيات والتراتيل تؤديها ايناس لأقوم بين كل ترتيلة وأخرى بالدخول بقراءات روحانيّة تحاكي وجدان الإنسان منذ بدء التكوين، أقتبسها من قصائد درويش وآخرين، ويضم العرض، الذي سينطلق من الناصرة خلال عرض سيتم في كنيسة الروم، يوم الأربعاء في التاسع والعشرون من آب الجاري، يضم أغانٍ ومقطوعات بأكثر من 9 لغات عالمية ، ليجوب عددًا من البلدات العربية في بلادنا منها:يافا، عكّا، معليا ورام الله. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]