لا تزال زيارة ميرا عوض للناصرة وإقامتها حفلاً في إطار مهرجان "ليالي الناصرة"، بعد غد السبت، تثير جدلاً كبيرًا في الناصرة، فقد انقسم الجمهور النصراوي بين مؤيد ومعارض فالمؤيدين أكدوا أنه من حق ميرا علينا أن نستقبلها كفنانة بتجرد كامل وبغض النظر عن آرائها وتوجهاتها السياسية التي من الممكن أن تكون غير مناسبة لعدد منا نحن أبناء المجتمع الفلسطيني في الداخل، بينما بيّن المعارضون أن اعتراضهم للحفل يأتي بسبب تلك الآراء والتوجهات المغايرة، ولأن ميرا أيضًا سبق ومثّلت اسرائيل في مهرجانات عديدة وغنت تحت "رفرفة" العلم الإسرائيلي في الأيام ذاتها التي كانت غزة تتعرض لقصف اسرائيلي غاشم غير آبهة بما يتعرض له أبناء شعبنا في القطاع.

غير أن ما لاحظناه مؤخرًا هو تعليق لميرا على صفحتها عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" والذي كتبت خلاله:"الحفل في الناصرة قائم والقافلة تسير"...

وعلى افتراض أننا أكملنا الجزء المنقوص من النصف الثاني للتعليق فإننا نفهم أنها قصدت ودون أي مجال لوقوع لُبس:"الكلاب تنبح والقافلة تسير...!"

وبما أن هذا التعليق يبين استهزاء واضحًا من الفنانة التي صرحت قبيل مدة أنها أصبحت إنسانة ولم تعد فلسطينية، من جميع المعارضين لنهجها ارتأينا عرضه أمامكم...

هذا وكنا قد سمعنا أخبارًا أفادت أنه من الممكن تصعيد الإعتراضات لتظاهرات ستقف أمام ساحة عين العذراء، مكان الحفل، في توقيت انطلاقه، وعند حديث لنا مع مركز شبيبة حزب التجمع، فرع الناصرة، نايف أبو أحمد، أخبرنا أنهم لن ينظموا تظاهرة للاعتراض غير أنهم سيقاطعون الحفل بشكل كامل وبأن الغائهم فكرة التظاهرة يأتي من باب تفضيلهم عدم تضخيم الأمور وإعطاء ميرا عوض مساحة أكبر من حجمها..."

أما فيما يخص تعقيب شبيبة الجبهة الشيوعية التي أظهرت امتعاضها واعتراضها على الزيارة فإننا سنقوم بنشره فور وروده...

شباب التغيير ..قضية ثوابت وطنية لا تراجع عنها

يشار إلى أنه وفي نفس السياق عمم أمس، الأربعاء، شباب التغيير في الناصرة بيانًا على وسائل الإعلام يتعلق بالموضوع حيث جاء في البيان: لسنا بصدد الخوض في تحليل مواقف عوض التي ستشارك في احياء امسية من امسيات "ليالي الناصرة" ، كما ان رسالتنا هذه ليست بحلقة حوارية حول عدم شرعية مشاركة عوض كممثلة لدولة اسرائيل في مسابقة الاورڤيزيون وغيرها من المحافل الدولية . اننا نقنع بأن ميرا عوض تمثل نفسها وتتحمل بنفسها ما تقترفه نفسها ، ولكننا نعم بصدد ان نناقش من دعا ميرا عوض الى الناصرة لتحيي امسية ثقافية فنية شعبية ، القضية ليست قضية ذوق موسيقي او حرية خيار الطريق المؤدي الى النجومية مهما كان الثمن ، القضية هي قضية ثوابت وطنية لا تراجع عنها لمجرد حسابات تسويقية او ربحية.

وأضاف بيان شببا التغيير : ان الاقلية القومية الفلسطينية في هذه البلاد لا زالت تقاوم الاضطهاد والتمييز ولا زالت تعي ان المعركة هي على التمسك بملامح الهوية الفلسطينية السياسية والاجتماعية والثقافية ، التجويع والقتل والاسر بحق الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع لا زال قائم ، التمييز العنصري والاضطهاد القومي بحق الاقلية القومية الفلسطينية في البلاد لا زال قائم والتشريد والتهجير بحق فلسطينيي الشتات لا زال قائم .. مما يتطلب منا جميعا عدم التراخي والتمايع وبالذات في المواقف الرمزية .

وقال البيان: قضية دعوة عوض الى الناصرة تستوجب منا ومن منطلق المسؤولية الجماعية في التشديد على تمسكنا بالهوية الوطنية و الثقافية والاجتماعية ان نطرح الاتي: لطالما غنى الفنان الفلسطيني الى جانب الفنان اليساري اليهودي للسلام ، ولكنهم غنوا بأسم الحرية وبأسم المقهورين والمضطهدين جاهدين ان تصل رسالتهم الى اصحاب القرار، لايعقل ان يغني احدهم للسلام بأسم دولة الاحتلال ولا يعقل ان ندعوه الينا ونصفق له ، لا يعقل ان ينشر احدهم رسالة التعايش بأسم دولة التمييز العنصري واضطهاد الاقليات ولا يعقل ان نوفر له منصة تسويق ونبيض وجهه في المهرجانات او الفضائيات .

وخلص البيان إلى النتيجة: عليه، اننا نطالب ادارة مشروع "ليالي الناصرة" للعدول عن هذه الدعوة حرصا منا ومنكم على نقاء الرسالة الوطنية التي نعمل ويعمل الكثيرون على تمريرها للأجيال الشابة ، كان من الجدير ان تتم الدعوة الى مهرجان نصراوي -بغض النظر عن الفن الذي يقدمه- فنان يلتزم بقضايا شعبه ، ويبقى الاجدر ان لا يقع القائمون على البرنامج في نفس الخطأ مستقبلا والا سيستوجب الامر تحرك شعبي مفاده ان لن نسمح لرأس المال ان ينتفع على حساب قضايا شعبنا المبدئية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]