عندما رأيتها نقف على مسرح التصفيات في الموسم الجديد لبرنامج "النجم يولد" الذي يُبث على القناة الإسرائيلية الثانية، وتغني "شو في خلف البحر" للراحلة سلوى قطريب، فوجئت أن صوتًا بهذه الإنسيابية والجمال يعيش في مدينتي الناصرة ويغني على مسارحها دون أن يتسنى لي التعرف عليها...

عَرفتُ أنّ اسمها ماري منسّى، ذات الـ28 ربيعًا، وبأن الشاب الذي يراقبُ غنائها بشغف بينما يعزفُ على جيتاره قربَها، هو زوجُها شادي الذي يشاركها القلبَ والبيتَ والموسيقى... فقررتُ لقائهما للتعرف إليهما عن كثب كونهما زوجًا فنيًا نصراويًا يعد بمستقبل فني متميز، وبالفعل، بحثت فورًا عن وسيلة ما للتواصل والاتصال بهما بين أصدقائي في المدينة وحصلت خلال ساعات قليلة على رقم الهاتف الخاص بشادي، فاتصلتُ به ليجيبني مُرحّبًا ويَقبل تطفُلي ومَطلبَ زيارتي لمنزلهما بترحابٍ شرقي واضح ومحبب...

وعليه، توجهتُ إلى عُنوان البيت في الموعد المحَدد لأجد ماري وشادي يقفان في باحة المنزل مُرحّبان، صافحتُهما بحرارة... تبادلنا بعض كلمات الودّ وجلستُ أمام فنجان قهوتي لنفتتحَ حديثنا العفوي عن الموسيقى، البدايات، الذاكرة القريبة والنجومية الواقفة خلف باب الوقت...
البداية...

بدأت ماري حديثها بتذكر بداية عشقها للموسيقى قائلة:"إن حبي للموسيقى والغناء بدأ منذ سنوات عديدة، يمكنني القول منذ مراحل الدراسة الأولى حيث كنت أغني في جوفة المدرسة خلال الاحتفالات والفعاليات المدرسية لأتابع ممارسة عشقي بتشجيع من والدي، والدتي وأصدقائي في حفلات الجامعة غير أنني كنت أولي الإهتمام الأكبر لدراستي حيث كنت أتخصص في موضوعي العلاج بالموسيقى والاتصال، وبعد التخرج بدأت أمنح موهبتي الغنائية وقتًا وتركيزًا أكبر فقد غنيت في حفلات عديدة في الناصرة وحيفا وشاركت في مهرجان "عرفزيون" الغنائي للهواة عام 2005 لأبرز موهبتي أمام جمهور أوسع وكانت تجربة جيدة."

شادي شريكي في الحياة والفن...

تابعت بقولها:"لا بد لي من التأكيد عن دور زوجي شادي الذي تعرفت به بسبب الموسيقى وهي الشغف الذي يجمعنا، وقد قررنا سويًا أن نكوّن ثنائيًا فنيًا يقدم لونه الفني الخاص ويغني بهدف حبّه للفن وإيمانه بأهميته، وبالفعل، قمت برفقة شادي الذي يرافقني بعزفه سواء على آلة الجيتار أو البيانو، في جميع إطلالاتي بإحياء الكثير من الحفلات في مناطق مختلفة من البلاد غنينا خلالها أغنيات لعمالقة الفن الجميل منهم طبعًا سلوى قطريب التي أحب صوتها وأغنياتها جدًا..."

أفضل المزج بين الموسيقى الغربية والشرقية...

عن اللون الغنائي الذي تقدمه، قالت:"إنني أفضل الأغنية التي تمزج بين الشرق والغرب بموسيقاها، رغم أنني أستمع بشغف إلى الطرب الأصيل وأحب أم كلثوم غير أنني أجد أن المزج الموسيقي يمنحني تفردًا يعجبني وآمل أن أتميز من خلاله..."

أؤمن أن ماري ستصل لنهائيات النجم يولد...

عن مشاركتها في برنامج الهواة "النجم يولد" حدثتنا بينما توجه نظرها إلى شادي الذي كان جالسًا يستمع إلى حديثها برضى بينما ينفث سيجارته، وقالت:"شادي رشحني وشجعني..."، فتابع شادي كلامها ليشرح لي خطوات التسجيل في البرنامج ومدى صعوبة التأهل من مرحلة لأخرى، وقال متابعًا:"إنني أؤمن بموهبة ماري كثيرًا وأعتقد أنها ستتأهل حتى المراحل النهائية من البرنامج، فبالرغم من أن اطلالتها الأخيرة في إطاره اقتصرت على أدائها أغنيتين كانت "شو في خلف البحر" إحداهما حيث أدت مقطعًا من الأغنية باللغة العبرية، إلا أن هذه الإطلالة منحت ماري تشجيعًا كبيرًا من الكثير من المشاهدين الذين أعجبوا بصوتها وأدائها، وهذا خير دليل على أن الفنان في مجتمعنا العربي يحتاج فقط إلى دعم إعلامي لأن مواهب أبناء وبنات مجتمعنا الفنية هي قطعًا مواهب منافسة وتستحق الدعم..."

عن المشروعات التي يخطط لها شادي وماري لفنهما بالمرحلة المقبلة، أخبرانا أنهما يسعيان لإنتاج أغنيات خاصة بماري تعبر عن لونها الموسيقي الخاص غير أنهما يبحثان عن النصوص والألحان المناسبة لرؤيتهما...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]