حين التقيتها قبل ايام في عكا توجهت اليها بسؤال عن قدوتها وملهمها في الغناء فأجابت نوفي :استوحي قوتي من العظيمة فيروز .....لقد كتب الكثير من علماء النفس حول تأثير الموسيقى في النفس البشرية ،وقد اختلفت اراءهم في هذا الخصوص من حيث مدى التأثير ،ولكنهم اجمعوا واتفقوا ان الموسيقى لها عظيم الاثر في النفس البشرية ،وما طرحه هؤلاء العلماء تناول جل ما تناول التأثير الايجابي للموسيقى في النفس دون التعرض للكيفية الفيزيولوجية ،لذلك فقد عبر كونفوشيوس حيث قال:"اذا اردت ان تعرف حضارة امة فأسمع موسيقاها " ...فالموسيقى دائما ما تكون تعبيرا عن المجتمع ،وهي ثقافة تعكس واقع المجتمع من فنون ،كما لها دور هام في تربية النفس والأحاسيس ،فالموسيقى كما قيل غذاء للروح وشفاء للنفوس ،ملهمة الفنان ،مفككة الاحزان ،محركة الشعور ،مهدئة الاعصاب ،مقوية العزيمة ،مبعدة الهزيمة وعلاج للمرضى أحيانا ،وقد دلت الدراسات ان هناك ارتباطا وثيقا بين الموسيقى والمجتمع وخاصة المجتمعات التقليدية .... مراسل "بكرا" التقى بالفنانة المطربة جورجيت ابو نصار نوفي في "بيت مها" على شاطئ عكا الغربي ليستنبط احاسيسها المرهفة في الغناء الاصيل وطربه من جهة ،وآخر التحضيرات الفنية للحفلة التي ستقيمها نوفي في مسقط رأسها بالناصرة في قاعة مدرسة مار يوسف يوم 27 من الشهر الحالي...

السيرة الفنية والبدايات

جلسنا حول طاولة مستديرة وبدأت نوفي بسرد سيرتها الفنية منذ نعومة اظفارها فقالت:ككل فنان في بداية مشواره ،لقد تذوقت طعم الفن والغناء وهو موروث عائلي ،فقد كان والدي صاحب صوت جميل وكان يغني بين الفينة والأخرى في "جلسات الصالونات العائلية " وكنت اصغي لصوته واتذوقه ،وقد شاركت وأنا في التاسعة من عمري في مسابقة "براعم" للمواهب الصغار ،واعجب القائمون على البرنامج بصوتي ،حيث ابدعت في اغنية لفيروز" اخر ايام الصيفية" ،بعد ذلك اختاروني ان اغني في حفلة رأس السنة ،وهكذا شاع صيتي في الصغر ،لكن عجلة الايام ومشاغلها والزواج والدراسة فيما بعد جعلني اتوقف عن الغناء ،ناهيك عن تربية الاولاد ... وبين الحوار والكلام راحت الفنانة جورجيت تغني بعض الأغاني لعبد الحليم وام كلثوم وموشحات فيروزية ما اطفى حالة من النشوة على اللقاء ...

موزع موسيقي عربي اعجب بصوتي في العقبة

وتابعت نوفي:بعد الزواج انتقلت للعيش في مدينة ايلات مع زوجي حيث يعمل هناك ،وكنت احب الجلوس في شرفة منزلنا التي تطل على مدينة العقبة وادندن بعض الالحان وارقب النجوم في اليالي القمرية، وكنت احلم هل من الممكن ان اغني يوما على مسارح مدينة العقبة (قبل اتفاقية وادي عربة) ،وبالفعل فقد تحقق حلمي قبل بضع سنين ،فقد زرنا العقبة ورحت اغني في جلسة عائلية في الفندق ،وكان احد الموزعين الموسيقيين العرب يجلس هناك فأعجب بصوتي ،ودنا مني وقال : تملكين خامات صوتية ممتازة ،وتفاجأ كثيرا حين علم انني لا امتهن الغناء كمهنة انما هي هواية ،لكنه اصر وناشدني في العودة الى الغناء وبالفعل استمعت لنصيحته وبدعم من زوجي عدت للغناء قبل سبع سنوات على المسارح في قاعات الفنادق الراقية.

العزف على الالات الموسيقية

وأكدت نوفي انها ستبدأ التعلم على العزف على العود لان هذه الالة الموسيقية تعتبر تتويجا للفن الشرقي ،وقالت :في صغري كنت اعزف على الة الاورغ ،وبعد الزواج تعلمت العزف على البيانو ،لكن لضيق الوقت ومشاغل الحياة وتربية الاولاد ودراستي فيما بعد موضوع الهندسة لم يتح لي المجال في الاستمرار على العزف على البيانو ،لكنني قررت البدء في التعليم والعزف على العود.

الملهم والقدوة الاولى

وقالت عن ملهمها في الغناء: في الماضي البعيد كانت قدوتي الاولى في الغناء المطربة الكبيرة اسمهان الاطرش ،التي مزجت بين الحنية والقوة في صوتها ،خاصة وان معظم الحانها من تلحين شقيقها الموسيقار الكبير فريد الاطرش ،ومع تقدم السن والتجربة بدأت اتذوق اصوات اخرى كوردة الجزائرية وعبد الحليم حافظ.

فيروز العظيمة هي قدوتي اليوم

واكملت: اما اليوم فلا اخفي عليك ان العظيمة فيروز هي قدوتي في الغناء ،ففيروز لها حضور وصوت لا يمكن مقارنته مع أي مطربة اخرى ،لقد تربيت وترعرعت على صوتها ،ولذلك كلي امل ان ابدع من خلال حفلتي التي ستقام في الناصرة في 27 من الشهر الحالي ،وستكون معظمها من اغاني فيروز ،هذه الحفلة والتي اعود من خلالها الى مسقط رأسي سيرافقني فيها جوقة كيان بقيادة المايسترو الدكتور تيسير حداد ،اتمنى ان يكون الحضور كبيرا ولائقا وذواقا في هذه الحفلة الفيروزية ،من جهة اخرى سيشاركني الفنان الياس معيكي في موشح مزدوج "بروحي تلك الارض"

تجربة المسرح

وعن بداياتها قالت: البدايات امام الجمهور وعلى المسرح كانت خجولة بعض الشيئ ،وكنت ارتبك احيانا ،وكان الشعور انني اؤدي ولا اغني ،وسيطر علي الخوف احيانا ،لكن التجربة مع مرور الايام اكسبتني الثقة ،وبدأت اعيش هذه اللحظات على المسرح بثقة متناهية ودون رهبة ،خاصة حين تشاهد دعم الحضور واستمتاعهم.

طموحات مستقبلية

وعن طموحاتها قالت نوفي: كل انسان يحلم ويطمح ،وكان طموحي ان اقف على مسرح الاوبرا في القاهرة وكنت قاب قوسين او ادنى من تحقيق الحلم ،لكن الاحداث في السنة الاخيرة في مصر منعتني من تحقيق هذا الطموح ،وقررت تأجيل ذلك الى مرحلة اخرى ،في السابق كنت اقف في شرفة منزلي في ايلات التي تطل على العقبة واحلم انني اغني هناك وقد تحقق ذلك قبل سنوات ،اما اليوم فحلمي يبدو صعبا بعض الشيئ بسبب الاوضاع ، السياسية في منطقتنا ولكن من يدري فعجلة الايام والتاريخ غير مضمونة بتاتا ،وكنت اتمنى ان احقق حلمي في يوم من الايام واغني في بعلبك بلبنان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]