بعد مضيّ نصف سنة على الاستعدادات والمراجعات، بدأت عروض مسرحيات مسرح شكسبير الملكي في بريطانيا، والتي يشارك فيها الفنان الفلسطيني عامر حليحل، كممثل في ثلاث مسرحيات للموسم الحالي في المسرح الذي سيستمر حتى نهاية العام الحالي 2012. وقد قوبل حضور حليحل على خشبة مسرح شكسبير الملكيّ بنقد وترحاب من النقاد المسرحيين في وسائل الإعلام المركزية في بريطانيا وعلى رأسها "تايمز" و"غارديان"، حيث كتبت "تايمز": "حليحل الذي يتواصل ويتحدّث بنصه الشعريّ البدئيّ بجمال نادر".
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ هذه الفرقة المسرحية الدولية الأهم على مستوى العالم في إنتاج مسرح شكسبير، التي يندمج فيها ممثل فلسطيني كجزء من طاقم العمل الموسميّ، حيث قُبل حليحل في صيف 2011 للعمل في ثلاث مسرحيات وهي: "كوميديا الأخطاء" والتي أخرجها المخرج الفلسطيني أمير نزار زعبي والتي حظيت هي الأخرى بنقد واحتفاء واسعين، و"الليلة الثانية عشرة" والعاصفة". ويؤدّي حليحل في العاصفة أحد الأدوار المركزية في المسرحية، وهي شخصية كاليبان، ابن الجزيرة الأصليّ.
وكتبت "تايمز" اللندنية عن حليحل في مقالة لناقدتها المسرحية ليبي بيرفيس: "كاليبان الكبير والجّلِف هو الفلسطيني عامر حليحل، الذي يتواصل ويتحدث بنصه الشعريّ البدئيّ بجمال نادر". وكتبت كلير برينان، الناقدة المسرحية في "الغارديان" اللندنية: "كاليبان عامر حليحل هو وحش مُربك في كلّ خبثه الإنساني المفرط، وينتزع القلوب في إيصاله للرّوحانيات". وكتبت "بيرمنغهام بريس": "عامر حليحل هو كاليبان فظ وشامخ وينعم بلسان من فضة". وجاء في مجلة "ستيج" (الخشبة) المتخصّصة في شؤون المسرح: "الفلسطيني عامر حليحل يجسد كاليبان القويّ بشكل غير عاديّ". وفي مجلة "إكسوينت" المسرحية جاء: "كاليبان الذي يؤديه عامر حليحل يتمتع بحضور جسديّ مغاير". وكتب موقع "ريفيو غيت": "وصف كاليبان (عامر حليحل) لموسيقى الجزيرة هو شعريّ وأخّاذ".
وتجري عروض المسرحيات الآن في مسرح شكبير الملكي في بلدة ستراتفورد، مسقط رأس شكسبير، على أن تنتقل العروض إلى لندن في شهر حزيران المقبل.
وحول هذه التجربة والردود قال عامر حليحل: "لم تكن البداية سهلة بالمرة، حيث كان عليّ أن أنتقل إلى عمل جديد وسط طاقم فني جديد غريب عني ودولة أجنبية وكان عليّ أن أتمرّن بشكل جدّي وحريص على أداء النص الشكسبيري بلغته الأصلية، وكانت هذه مهمة غير سهلة بالمرة حتى إنني كنت أعتقد أحيانًا أنها شبه مستحيلة." ويضيف حليحل: "من المفرح حقًا أن أحظى بإشادات وإشارات ومديح في النقد المسرحي هنا، ولعلّ أكثر ما يفرح هو أن تحمل اسم بلد وشعب معك من دون أن تغيبه وتسيء إليه، إنما ترفعه عاليًا."
وحول خططه المستقبلية في بريطانيا قال حليحل: "إنّ جميع الاحتمالات مفتوحة، ولكنني أشتاق إلى العمل بلغتي وعلى مسرحي وبين أهلي. والصراحة أنني لا أجد فارقا كبيرًا بين لندن وحيفا. أنا الآن مقتنع أكثر بأنّ مكاني الطبيعي هو في فلسطين، ولكنني لا ألغي احتمالات عمل هنا وفي دول أخرى".
[email protected]
أضف تعليق