افتتح، مساء اليوم تمام السابعة مساءً، شهر الثقافة العربي، بافتتاح المعرض الفني "محني الهامة" في جاليري بيت الكرمة للفنون، وذلك بحضور نائب رئيس بلدية حيفا، ممثلين عن البلدية والفنانين المشاركين في المعرض.
المعرض الذي عملت عليه أمينتا المعرض ليان السيد ويعالا حازوت، يضم أعمالا فنية لستة فنانين، بعضهم يعرض لأول مرة أعماله في حيفا.
بمفهوم معين فإن اسم المعرض يمكن أن يضلل، وخصوصًا في ضوء السياق الذي يعرض فيه كجزء من مهرجان شهر الثقافة العربية في مركز بيت الكرمة. فعنوان "محنيّ الهامة" يبث جوًا من اليأس والتشاؤم، بل ويقصي عناصر الأمل والتوقع. والمشاعر القاسية التي تلف الأعمال تأتي من الاشتغال على مواضيع المحو، والعزلة، وفحص الحدود بين الفرد والجماعة، سواء كانت حدودًا أخلاقية أو قومية. وكان من المتوقع أن يحتفل معرض يقام في سياق شهر الثقافة العربية بوجود هذه الثقافة لا بالتحسر عليها. لكن على الرغم من أن هذا هو ما يتبدى من نظرة أولى، فإن المعرض لا يسعى للتلكؤ في المناطق المظلمة فقط، وإنما لأن يشخص فيها الأماكن التي تسعى لأن تتسامى وتنتصب.
إن مصطلح "crestfallen" يشير إلى وضع شعوري من الإحباط والسوداوية، ويصف حركة للجسد توازي من حيث دلالتها "الكمد" و"اليأس" و"انكسار القلب". وثمة من يدعي أن أصل الكلمة بالانكليزيةCrestfallen جاء من صورة حصان رأسه محني على صدره بعد أن مُني بهزيمة في ساحة الحرب. وتشكل الحركة الجسدية والوضع الشعوري الذي يلازمها نقطة انطلاق هذا المعرض.
ما هو هذا الشيء المسمى "crestfallen"? هل هو وضع نفساني لفرد أم لمجتمع كامل؟ وهل ثقافتنا هي التي انحنت هامتها وأصبحت منهزمة؟ وإذا كانت الحال على هذا المنوال فما الذي سينهض من هذا التشاؤم؟
إن الإعلان أن ثقافة ما يائسة وفاقدة ما بقي فيها من روح هو مقولة قاسية بحد ذاتها. لكن ذلك لا يعني أن هذه الثقافة تعمل من العدم أو الفراغ، ذلك بأن الروح التي تركتها لم تدعها فارغة. ومن خلال تأمل المعرض يمكن أن نتساءل ما إذا كان هذا الوضع يدل على تغيير المناخ الثقافي وتغيير القوى التي تدفع به قدمًا. ولذا، على الرغم من أن الأعمال المعروضة تثير مشاعر الكمد والتشاؤم إلا أنها غير محددة وفق هذا المنظور فقط، وإلى حد ما فإنها تكشف كيف أن تلك الحالة النفسية أو الاتجاه يحركان الدافعية للإبداع والحياة والإيحاء.
إن التعامل مع مصطلحCrestfallen كنقطة انطلاق ينطوي على تناقض وذلك لأنه يتطرق إلى لحظة انهيار. مع ذلك يجوز أن نقطة الانطلاق هذه جاءت كي تشير إلى الاستمرار، لأنه مثلما نعلم جميعًا (بسذاجة ما) فإنه بعد كل انهيار يأتي صعود، والأزمات تتحول في أحيان كثيرة إلى دافع للنمو والازدهار. لذا من المهم التشديد على أن هذا المعرض لا يتلخص في اليأس المطلق، ولا يتطلع إلى رسم صورة مشوهة لثقافة معينة. بل على العكس، يسعى لعرض المكان الذي تزدهر فيه الثقافة وتنجح.
هذا وسيبقى المعرض مفتوحا أمام الجمهور حتى 19 حزيران المقبل. وسيعرض غدا في مسرح بيت الكرمة الفيلم الوثائقي "زهرة" لمخرجه محمد بكري، والذي سيلتقي أيضا بالجمهور لنقاش وحوار حول الفيلم.
الفنانون المشاركون في المعرض: علاء أبو أسعد، أكرم الحلبي، شذى الصفدي، أحمد طارق حمد، ميادة عبود سلفيتي، ديالا مداح
[email protected]
أضف تعليق