شاركت جماهير غفيرة من سكان الضفة الغربية والداخل الفلسطيني مساء السبت، في الأمسية الأدبية والفنية لإحياء ذكرى الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، والتي نُظمت في سينما جنين، بحضور عدد كبير من الشعراء والأدباء .

وعلى وقع قصيدة أنا لست لي والزنابق البيضاء للشاعر الراحل، افتتحت الأمسية، التي تسلمت عرافتها بتألق الشابة ريهام العمري، وبدأت عرافتها بدعوة الجماهير إلى الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني.

وتقدم بعد ذلك الشاب لؤي طافش متحدثا بلسان القائمين على الأمسية، حيث أكد الآن موعد الأمسية يتزامن مع ذكرى يوم الأرض وأحداث معركة مخيم جنين، إلى جانب مسيرة القدس ومسيرات حاجز قلنديا.

وقال طافش :" نفتخر بشاعرنا الراحل محمود درويش ونفتخر لأننا نحيي اليوم ذكراه بحضور هذه الجماهير"، داعيًا إلى رفع مستوى التعامل مع المشروع الثقافي الفلسطيني الذي هو جزء من المبادئ والثوابت الوطنية.

ورحب طافش بمن لبى الدعوة من الشعراء والأدباء الفلسطينيين وعلى رأسهم حنا أبو حنا وزياد خداش والفنانة ريم تلحمي.

بدوره، أعرب الشاعر الأديب حنا أبو حنا وهو احد أصدقاء الراحل محمود درويش عن سعادته لوجوده على ارض جنين، يحيي أمسية فنية بحضور ممثلين عن أطياف الشعب الفلسطيني كافة.

وأضاف في كلمته :" جنين هي منشأ الشاعر الراحل برهان الدين العبوشي، الذي علينا أن نخلد ذكراه في نفوس الأبناء ونحيها في مناهجنا وكتبنا ".

وأسهب الشاعر أبو حنا بالحديث عن حياة درويش ومنشئه، مشيرا إلى انه لم يكن شاعرا فحسب، بل كان أديبا قادرا وفنانا مبدعًا مثقفًا، وهذا ما يحتاجه شعراء هذه الأيام " على حد تعبيره.

وخلص بالقول :" علينا أن نولي شعر محمود درويش أهمية كبيرة في عصرنا الحالي، وان نعلم شعره لأبنائنا في مدارسهم، فهو سلاح المعركة، فدرويش يقف على رأس الشعراء الكبار، وما من تعليم شعره للأجيال بد ".

ولم تقف عقارب الساعة عند الخطابات فحسب، فقد كان لدرويش حصة الأسد فيها، فكان شعره حاضرا برغم غيابه.

وقدم الفنان إياد ستيتي وعدي خطيب، فقرة فنية ملتزمة، بدءاها بأغنية "أمر باسمك" وهي قصيدة لدرويش لحنها الفنان الملتزم مارسيل خليفة، إلى جانب أغنية "يا نسيم الريح"، و"احن إلى خبز أمي"، وصولا إلى قصيدة "أنا وريتا" التي عندها كانت الخاتمة.

ومن بعد ذلك، اعتلى الشاعر الفلسطيني الشاب بشار طميزي منصة الحفل، ليتحف الجماهير بقصائد ثمينة، بدأها بقصيدته " هي للموت" وختمها بقصائد مختلفة للراحل درويش.

وختامًا، تناسقت تصفيقات الجماهير مشكلةً نغمًا مطربًا على وقع صوت الفنانة ريم تلحمي، التي سرقت أسماع الجماهير بأغنيتها " يحملني الليل"، ومن ثم قصيدة " جدارية خضراء" للراحل محمود درويش، وختمت فقرتها شادية لقطاع غزة المحاصر.

ويشار إلى أن الأمسية الفنية لإحياء ذكرى الراحل محمود درويش، تعد إحدى أهم النشاطات الثقافية التي شهدتها مدينة جنين خلال السنوات القليلة الماضية، وقد قام على تنظيمها عدد من الشبان، يقف على رأسهم: لؤي طافش، ومنتصر ستيتي، وإبراهيم الدمج، ومحمد دسوقي، واحمد الرخ، ومصطفى الشفا، وفراس محاجنة، والمدير الفني لسينما جنين إسماعيل جبارين.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]