الحوادث المنزلية: عندما تتحول ساحة اللعب الى ساحة موت!

لا إعتراض على حُكم الله وقدره، لكن بإمكاننا مواجهة أسباب الموت، والحد من إنتشار الحوادث المؤدية له، التي باتت آفتها تُهدد بسلامة الطفل وأَمنهِ، الى متى يتحول مأمن الطفل وبيئته الى مقتله؟
شهدت الاسابيع الاخيرة عدة حوادث متنوعة داخل مجتمعنا العربي، وكلها هددت سلامة الأطفال وأدت إلى إزهاق أرواحهم. نتيجة لملابسات وظروف تستدعي التأمل واستخلاص العبر من قبل كافة الجهات- القريبة والبعيدة.

شهد نائل حجيرات: كانت والدتها تنتظر عودتها من المدرسة، ولكن شاء القدر غير ذلك، ففي يوم الثلاثاء 12.10.2010 وعند انتظارها لحافلة المدرسة التي تقلها الى بيتها، تعرضت الطفلة شهد نائل حُجيرات، من بلدة بئر المكسور، الى حادث دهس قام به سائق الحافلة أمام ساحة المدرسة، حيث تم اعلان وفاتها لاحقا رغم محاولة طاقم الانقاذ لمعالجتها.

الحوادث المنزلية هل هي قضاء الله.. قدر ولطف لله ما أعطى ولله ما أخذ

عُمر عادل نصرّة: بعد تعرضه لحادث دهسٍ قرب ساحة بيته، في " قلنسوة"، من قبل سائق شاحنة الذي صدمه وولى هارباً، وعلى إثرها توفي الطفل عُمر عادل نصرة يبلغ من العمر ( عامين ) متأثراً بجراحه، في يوم الخميس من تاريخ 21.10.2010، تاركا وراءه ام واب ثاكلين.

ريان ذياب: لقي ريان ذياب (3 أعوام) مصرعه، يوم السبت من تاريخ 23.10.10، إثر تعرضه لحادث قتل أمام ساحة المنزل، وكانت إصابته صعبة الرأس وتكسر جمجمته، وقد عانى من نزيف في الرأس وتوفي فور وصوله الى مستشفى نهاريا.

إيمان عبد الله او غانم: من الكسيفة النقب، لقيت الطفلة إيمان أبو غانم (11 شهراً) مصرعها بعد ابتلاعها بنورة وهي تلهو في المنزل.
وغيرهم من الحوادث المنزلية او في المحيطة في المنزل التي تحدث بشكل يومي، لم نسمع عن معظمها

نسيم عاصي نحن نؤمن بأهمية إيجاد برامج توعية لمنع إصابة الأطفال..

نسيم عاصي: المعطيات حول حوادث الأطفال في الأشهر الثلاثة الفائتة، حيث علم أنه توفي ما يقارب 61 طفلا بسبب الحوادث خلال هذه الأشهر أي بمعدل 20 طفلا شهرياَ، بالرغم من كثرة التحذيرات من قبل مؤسسات وجمعيات ناشطة في هذا المجال. 35% من هؤلاء الأطفال هم أطفال عرب أي ما يقارب 21 طفلا، 75% منهم أطفال دون جيل 9 سنوات، الأغلبية الساحقة توفوا بسبب حوادث دهس بمقربة من منازلهم وقسم منهم توفوا في البيت نفسه.
نحن نؤمن بأهمية إيجاد برامج توعوية كثيرة لمنع هذه الإصابات والحد منها، ومن هنا فإننا نتوجه إلى كل المهننين ونعمل معهم من اجل زيادة التوعية
عاصي: برامج التوعية التي نقدمها للأهل تشمل عدة جوانب، منها محاضرات للأهل أنفسهم داخل المدارس التي نعمل مع طلابها، بالإضافة إلى عمل المهنيين مع الأهل بشكل مباشر، عمال اجتماعيون، ممرضات ورجال دين...
نحن في جمعية "بطيرم"، نرى أن شريحة العمل المباشر هم الأشخاص المهنيين، نحن من جانبنا مُختصون بهذا المجال، إذ نُقدم آليات عمل للأشخاص المهنيين الذين يعملون مع جمهور الهدف، " الطلاب وأولياء الأمور"، للمساعدة في تغير الواقع الذي نعيش به وبالحد من الإصابات. فالمعطيات الأخيرة تظهر انخفاض أعداد الإصابة من 220 طفلاً إلى 150 طفلاً سنوياً، وهذه النتيجة تشجعنا على أن نسير في الطريق الصحيح. وهذا لا يكفي، علينا أن نوحد طاقتنا والعمل في هذا المجال أكثر من أجل مساعدة المجتمع ودعمه

أور ياروك... 4026 طفلاً هم ضحايا حوادث الطرق..

وفي بيان صدر من جمعية "أور ياروك" على إثر مصرع الطفلة شهد حجيرات (6 سنوات) من بير المكسور دهسًا بعجلات حافلة في البلدة، أشار تم الاشارة من خلاله أنه منذ عام 2005، وحتى اليوم، وقع (4026) طفلاً (من جيل صفر – 14) ضحايا حوادث طرق وهم يسيرون مشيًا على جنبات الطرقات (كمشاة)، من بينهم (120) قتلوا نتيجة هذه الحوادث، بينما أصيب ألف من بينهم بجراح بالغة.

وأشارت الجمعية كذلك الى أنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام (2010) وقع (375) طفلاً ضحايا لحوادث طرق كمشاة، وسقط من بينهم (12) طفلاً قتلى، فيما اصيب قرابة مئة بجراح بالغة.