ازاح تقرير رسمي فلسطيني، النقاب عن الوضع الصعب الذي تعانيه الاراضي الفلسطينية، تحت نير الاحتلال الاسرائيلي، بعد معلومات افادت بصعوبة القضاء على الجوع والفقر 'المدقع'، وتقليل وفيات الأطفال، في ظل استمرار وجود الاحتلال الإسرائيلي.
اهداف إنمائية في وضع غير مستقر
وقال وزير التخطيط والتنمية الفلسطيني د.علي الجرباوي، خلال مؤتمر إطلاق تقرير، اليوم، ان 'الأهداف الإنمائية للألفية'، 'في ظل وضع غير طبيعي يتمثل في استمرار الاحتلال، المسيطر على الموارد والتنقلات، ويفتت المقدرات البشرية والجغرافية، فإن ذلك لن يحد من التنمية المستقبلية فقط، بل وسيهدد ما تحقق من تنمية'.
وأشار إلى أن الآثار 'المدمرة' لجدار الفصل العنصري، وتقسيم الضفة، وعزل القدس والأغوار عن محيطهما، واستمرار الحصار المفروض على غزة إلى جانب غيرها من المعيقات المرتبطة بالاحتلال، عوامل تجعل من تحقيق الأهداف الثمانية، التي رسمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 'UNDP' أمر صعب. وهو ما شدد عليه ممثل مؤسسات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 'UNDP' ينس تويبرغ، بالقول إن 'التقدم المطلوب في هذه القضايا يتطلب ويعتمد على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية'.
تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة
وبين التقرير الصادر عن وزارة التخطيط بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، أن تحقيق تعميم التعليم الابتدائي هو أمر مرجح، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة انتشار التعليم الابتدائي وصلت إلى 99.5%، فيما أشار التقرير أيضا إلى أن تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة هو أمر مرجح أيضا، وهو ما انطبق على مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا وغيرهما من الأمراض.
وأفاد التقرير باحتمالية تحسين الصحة النفسية، فيما رأى بأن القضاء على الفقر المدقع والجوع، وتقليل وفيات الأطفال، وكفالة الاستدامة البيئية، وإقامة شراكة عالمية من اجل التنمية، هي أمور غير مرجحة في ظل الاحتلال. لكن التقرير ذكر في الوقت ذاته أن الأهداف الثمانية التي رسمتها الـ'UNDP'، أمور مرجحة الحدوث في ظل سيادة الفلسطينية.
بناء مؤسسات الدولة مع وجود الاحتلال
وأشار الجرباوي إلى أن هذا التقرير لا يتضارب أبدا مع برنامج الحكومة الفلسطينية، (إقامة الدولة وإنهاء الاحتلال)، قائلا 'هذا لا يتعارض مع خطتنا في الحكومة، بقيام الدولة خلال عامين بكل ما يلزم من جهد، والخطة تنفذ وتبنى المؤسسات مع وجود الاحتلال'. وبين وزير التخطيط أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب دعما وطنيا من كافة مكونات المجتمع الفلسطيني، وبدعم خارجي، مؤكدا على 'التزام رسمي كامل بتحقيق هذه الأهداف في نطاق زمني وصولا إلى عام 2015، رغم أن فلسطين ليست دولة بعد'. وأضاف 'هذا الالتزام نابعا من إيماننا بأهمية التنمية، التي يجب أن يدعمها تعليم بنوعية جيدة'.
خصوصية الوضع في غزة والقدس
وأوضح الجرباوي أن التحليل الوارد في التقرير يوضح أن المسار الحالي نحو بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية في ظل الاحتلال في الضفة الغربية يختلف تماما عنه في قطاع غزة. وقال 'التقدم في غزة أبطأ، ما يعكس أهمية السرعة في إنهاء الحصار'. وبخصوص الوضع في مدينة القدس، أشار الجرباوي إلى أن منع الاحتلال المؤسسات الفلسطينية من العمل، يحد من القدرة على التقدم في الأهداف المنشودة، خاصة وضع مؤسسات التعليم.
وأكد ينس (ممثل مؤسسات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي) على 'مسؤولية المجتمع الدولي، والتزامه بمساعدة الفلسطينيين لتحقيق التنمية'، مشيرا إلى التزام السلطة الوطنية القوي بالعمل على تحقيق ذلك. وأشار ينس الذي شارف على نهاية مهامه، إلى أن تحقيق ذلك يتطلب أيضا التزاما فلسطينيا كاملا من كافة فئات المجتمع الفلسطيني، 'لضمان نتيجة مرضية وفقا للمقاييس العالمية'.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
يا حرام