أن يقوم عربي بالسكن في بلدة يهودية، ليس بالأمر الغريب؛ فعلى العكس، الكثير من سكان الناصرة تركوا المدينة وقاموا بالسكن في نتسيرت عليت، المقابلة. وعادة يعود السبب إلى تطوّر البلدات اليهودية من حيث الخدمات؛ سواءً التعليمية أو الاقتصادية أو الصحية وما إلى ذلك، لكن أن يقوم يهودي بالسكن في بلدة عربية فأن الأمر غير مألوف، إلا إذا كانت البلدة العربية قريبة من تجمع يهودي كبير، كالسكن في عسفيا على سبيل المثال.
هذه الحقيقة دفعت العديد من سكان بلدة الزرازير، البدوية بأغلبيتها، بالتساؤل: لماذا يقرر يهودي بترك مركز البلاد والعيش في البلدة لا سيما وأن معظم أعماله وأشغاله لا زالت في مركز البلاد.
ويعود التساؤل بعد أن قرر كل من تسوف بيلائي والبالغ من العمر 44 عامًا ورامي بن يوسف والبلغ من العمر 52 عامًا ترك منزليهما والإستئجار، لمجرد السكن في بيت زرازير.
مراسل موقع "بكرا" التقى الاثنين لمعرفة تفاصيل أوفى عن مشروعهما واختيارهما لبلدة الزرازير.
تسوف...قررت السكن لأن المكان قريب من طليقتي وإبني
تسوف بيلائي، والذي يعمل في مجال التصوير والإخراج، قال لمراسل موقع "بكرا": في السابق كنت أسكن في منطقة رمات غان في تل ابيب، وقررت السكن هنا لأني أعرف البلدة، فقد كنت أقوم بزيارة البلدة مع صديقي رامي الذي عرفني على سكانها.
وأضاف تسوف: أشعر بالراحة في هذا المكان، ولا اشعر بالغربة رغم أنني عشت في مركز البلاد.
وحول سؤالنا عن مدة الإقامة في البلدة قال: أنا لم آتي للزرازير لمغادرتها فيما بعد، وما يشجعني على البقاء أن ابني وزوجتي (نحن منفصلان) يسكنون في العفولة وهي قريبة وأستطيع رؤيتهم في كل حين.
وأضاف تسوف: هذا ناهيك عن المعاملة الحسنة من قبل أهل الجواميس والزرازير، وهي بمثابة الطاقة التي تحركنا من اجل البقاء والتواصل مع عادات وتقاليد البلدة.
وعن حياته الخاصة قال لنا: لا زلت اعمل في مجال الإخراج والتصوير، وادرس في جامعة تل ابيب للقب الثاني في موضوع البحث التربوي.
رامي بن يوسف...علاقة قوية مع المكان
وأكد لنا رامي: التعايش المشترك، يحدده الإنسان حسب التنشئة الاجتماعية والمجتمعية التي يمر بها، فتقبل الآخرين يأتي من هذا السياق، والتواصل يوّلد منتوج إنساني حضاري وثقافي جيد، ووجودنا هنا يؤكد بأن المصير مشترك للشعبين، الفلسطيني والإسرائيلي، جائز، وأطمئن كل يهودي خائف، وآخر متطرف بأنه "لا خوف في العيشة سويًا".
وقال لنا رامي بن يوسف: منذ أكثر من 3 سنوات وأنا أعيش مستأجرًا لدى عائلة الجواميس في الزرازير، العائلة التي اعتبرها عائلتي وبيتي كوني اعرف الزرازير مند عام 1988.
وأضاف رامي: اعمل في مجال تدريب التنس، لكني قريب من علم الإجتماع، فأحاول فهم الآخر والتعلم منه.
وعن التدني في مستوى الخدمات قال رامي: لا شك ان الوضع هنا مختلف، لكن أتمنى أن يتم التغيير وتحصل البلدات العربية على خدمات كما هي البلدات اليهودية. وأضاف: أكتفي حاليًا بالخدمات المقدمة.
مشروع استيطاني مقنع بقناع التعايش المشترك؟!
يشار إلى أن تسوف ورامي يسكنان في بيت تعود ملكيته إلى عائلة الجواميس في الزرازير، حيث قال لنا بدر جواميس: تربطنا علاقة حميمة بتسوف ورامي، ولن نقصّر في استضافتهم كسكان البيت.
وأضاف: برأيي هم رمز طيب للإنسانية والسعي نحو السلام العادل والشامل بين سكان المكان الفلسطينيين والإسرائيليين.
وحول سؤالنا عن نوايا المبطنة من سكن تسوف ورامي في الزرازير، نفت عائلة الجواميس أن يكون مشروع استيطاني مقنع بقناع التعايش هو الذي يحركهما.
واوضحت عاءلة جواميس : نعرف الاثنين منذ زمن بعيد ولا نشك بنواياهم.
وأضاف قريب للعائلة تواجد معنا في اللقاء: في النهاية، النبي، عليه السلام والسلام وصّى على سابع جار....
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
ما أروع التعايش البعيد عن التطرف ولحزن
ما الفرق بين السلام والاستيطان
تعرفو انا من الزرازير بساول مرة بسمع الموضوع ومش مقبول علي يكون يهود عنا بالبلد
kol ale7tram nshkr mwg3 bokra 3la hzhe alt3'6ya w ensha2lla ykonm 3bra w enshaa2lla y7l alslam blkon
مين هاظ كنو كمال حلوووووووووووووووووو